بشارة الشمالي
انتهت الألعاب الأولمبية بتصدّر الولايات المتحدة جدول الميداليات بفارق عدد الميداليات الفضية امام الصين.
حصد العرب جميعاً ١٧ ميدالية بتراجع ميدالية واحدة عن الألعاب الماضية في طوكيو (١٨). سطعت البحرين والجزائر هذه السنة بينما غابت السعودية.
من الواضح للدخول إلى العشر دول الاولى في الترتيب هناك ثلاثية يجب تأمينها كاملةً لضمان المنافسة:
1. عدد سكان كبير
2. ميزانية ضخمة
3. خطط رياضية على المستوى الوطني وعلى المدى الطويل في جميع الرياضات
نرى بشكل واضح ان الدول العشر الاوائل في جدول الميداليات لديها هذه الثلاثية بدرجات مختلفة.
بينما دول أُخرى تؤمن واحدة او اثنين من هذه الثلاثية لا تنجح في كسب الكثير من الميداليات.
مثلاً الهند دولة ال ١،٣ مليار حصدت ميدالية فضية وخمس برونزيات فقط، حيث لا تبدي أهمية للرياضة بشكل عام. وحيث رياضتها الوطنية الكريكت ليست ضمن الألعاب الأولمبية حتى الآن (ستكون في النسخة القادمة).
من جهة ثانية نرى دول غنية ولا تنجح في حصد العديد من الميداليات كدول الخليج مثلاً او الدول الاسكندينافية (التي تركز على الألعاب الشتوية اكثر، فمثلاً النروج حلّت بالمركز ١٨ بثمان ميداليات بينما كينيا سبقتها بمركز وحازت ١١ ميدالية).
مصر ايضاً، لديها وزن ديمغرافي كبير بينما من الواضح أن الميزانية والخطط الرياضية تنقصها.
فالعديد من الدول التي لا تملك هذه الثلاثية للوصول لمقدمة جدول الميداليات، تركّز على عدد قليل من الرياضات او حتى رياضة واحدة للحصول على بعض الميداليات، فتكون هذه الرياضة هوية البلد الرياضية.
مثلاً جامايكا في المسافات القصيرة، كينيا وإثيوبيا للمسافات الطويلة، كوبا في المصارعة، اوزبكستان في الملاكمة، دول اسيا الوسطى في رفع الأثقال…
اما لبنان فبعد آخر ميدالية من أولمبياد موسكو ١٩٨٠، علينا ان ننتظر ٤ سنوات مجدداً لأمل الحصول على ميدالية جديدة في لوس أنجلوس. بينما كنا ننتظر في باريس ميدالية في الرماية، كان الاداء جيداً في التايكوندو اولاً والتنس ثانيا.
الفروسية و التجذيف، وغيرها من الرياضات بحاجة لميزانيات كبيرة بينما مثلاً ألعاب القوى تتضمن ٢٦ منافسة (صفر مشاركة من لبنان - بالرغم من قصة نورالدين حديد والجيش، لماذا عزيزة سبيتي لم تشارك؟)
من ضمن ال٢٦ لعبة في العاب القوى يوجد الكثير من الرياضات غير الركض لا يحتاجوا لميزانية كبيرة، مثلاً رمي الكرة الحديدية (بحاجة لكرة حديد ومسافة ٣٠ متر للتمرين)
أين اتحاد ألعاب القوى في لبنان؟
٢٢٠ كيلومتر طول الشاطئ اللبناني، أين نحن في الرياضات المائية جميعاً؟
طبعاً لن نسأل عن دور الدولة، لكن المدارس، الجامعات، الأندية… ماذا يفعلون؟ لماذا لا ينتجون رياضيين ورياضيات بألعاب القوى او غيرها ليتأهلوا للألعاب الأولمبية؟؟
بالرغم من كل نجاحات كرة السلة في لبنان، لكن لا اعتقد أنها ستمكننا من التأهل اولاً (في المدى القريب) او الفوز بميدالية (في المدى الطويل). الفرق بالمستوى بيننا وبين الدول المشاركة شاسع جداً.
بالختام ماذا يمكن ان يفعل لبنان للألعاب الأولمبية القادمة؟
١- التركيز مجدداً على الرماية (راي باسيل) والتايكوندو (ليتيسيا عون) والتشديد على الجانب النفسي، الذهني والمعنوي خاصة لراي في الرماية.
٢- ايجاد حل مع الجيش لقضية نور الدين حديد.
٣- ايجاد ٥-٦ رياضيين/ات بعمر ال ١٥ والتركيز بدنياً وذهنياً على رياضة واحدة والعمل على تحسين الأرقام خلال أربع سنوات (مثلما حصلت باكستان على ذهبية رماية الرمح)
فلبنان ينقصه الهوية الرياضية للامتياز برياضة واحدة يستطيع من خلالها الحصول على ميدالية او اكثر في الدورات المقبلة.
فمع استحالة الحصول على ميدالية في كرة السلة او ألعاب القوى لشدة المنافسة، اظن مع تعدد أندية الرماية في لبنان، ودور المؤسسات الامنية في هذه الرياضة، بالإضافة إلى ثقافة السلاح والرماية والصيد على المستوى الشعبي، يمكننا التركيز على الرماية (بأشكالها المختلفة) لتشكيل هوية رياضية لنتمكن من خطف ميدالية او اكثر في لوس أنجلوس او حتى بريزبن في استراليا سنة ٢٠٣٢.
فعلى اتحاد الرماية التنسيق مع المؤسسات الأمنية والعمل خلال الأربع سنوات القادمة لاختيار افضل الرماة من العسكريين والمدنيين لإشراكهم بمبارايات محلية ودولية بهدف تأهيل اكبر عدد ممكن للألعاب الأولمبية ٢٠٢٨ و ٢٠٣٢.
مع خطة واضحة لخمس او عشر سنوات، سيتمكن الاتحاد من جذب رعاة مهتمين كذلك جذب جهات مانحة لدعم رياضات الرماية المختلفة.
على امل ان تنعدي اللجنة الأولمبية واتحاد الرماية في لبنان من نجاحات اتحاد كرة السلة.