الأموال الخليجية لإنقاذ الكرة الانكليزية

الخط

في انتظار دراسة العروض والإعلان عن هوية المالك الجديد لنادي مانشستر يونايتد خلال الأيام المقبلة ، تتوجه أغلب التوقعات الى فرضية استحواذ قطر على النادي العريق بالنظر لعرضها المالي الكبير، وتجربتها الناجحة مع البياسجي، والتي تضاف الى تجارب خليجية أخرى ناجحة في الدوري الانكليزي على غرار مجموعة أبوظبي الرياضية مع السيتي، وصندوق الإستثمار العام السعودي مع نيوكاسل مؤخرا، مما شجع المستثمرين الخليجيين على خوض تجارب أخرى، وشجع الأوروبيين على الترحيببالاستثمارات الخليجية في الكرة الأوروبية في إطار قاعدة "رابح رابح"، سواء عن طريق الاستحواذ الكامل على الأندية الكبيرة، رغم معارضة بعض السياسيين والإعلاميين والجماهير التي تخاف على فقدان نواديها لهويتها الأوروبية وتراجع نتائجها، أو تلك التي تتوجس من كل غريب خاصة اذا كان عربياً ومسلماً لأن الإستثمارات الاميركية الكثيرة مرحّب بها من زمان. 


التجربة الإماراتية مع السيتي على مدى خمسة عشر عاماً من خلال مجموعة أبوظبي للإستثمار المملوكة من الشيخ منصور بن زايد حوّلت الفريق الى أحد كبار انكلترا وأوروبا بعد أن غرق سنوات طويلة في غياهب النسيان، جعلته يستقطب كبار المدربين واللاعبين ويفوز بالبطولات والكؤوس الى أن صار اليوم ثالث أغلى فريق في انكلترا بعد المان يونايتد وليفربول بقيمة تفوق الأربعة مليارات دولار، يقترب كل موسم من الفوز بأغلى البطولات الأوروبية دوري الأبطال رغم الشبهات والاتهامات التي تطال ادارة النادي بتجاوز قانون اللعب النظيف التي لم تثبت لحد الأن، وبقي الثابت الوحيد هو تحول النادي إلى مؤسسة تجارية مربحة وفريق كبير، يدرّ أموالا بفضل الاستثمارات المختلفة في مدينة مانشستر.


بعد ثلاث سنوات من استحواذ الإماراتيين على السيتي توجّه القطريون نحو فرنسا سنة 2011 واستحوذوا بدورهم على نادي باريس سان جيرمان بمبلغ لم يتجاوز مائة مليون يورو، لتصل قيمته في السوق ما يقارب المليار يورو بفعل الإستثمارات المرافقة التي جعلت منه أحد كبار أوروبا، سيطر على الكرة الفرنسية وبلغ نهائي دوري الأبطال بعد أن استقطب كبار النجوم وصار يملك أفضل ثلاثي هجوم في أوروبا بقيادة ميسي، مبابي ونيمار، وانعكس بالإيجاب على تسويق صورة قطر في مشروعها لتنظيم كأس العالم 2022، وفتح الأبواب نحو استثمارات أخرى في نوادٍ كروية، ومشاريع أخرى اقتصادية وتجارية كبيرة في فرنسا بالخصوص، وشجع القطريين على ولوج الكرة الانكليزية لخوض تجربة أخرى جديدة مع أحد أعرق وأغلى وأغنى الأندية في العالم .


صندوق الإستثمار السعودي دخل بدوره على الخط في مجال الكرة باستحواذه على أسهم نادي نيوكاسل الشهير في إنكلترا شهر تشرين الأول /اكتوبر من سنة 2021 بمبلغ لم يتجاوز 300 مليون جنيه استرليني، كان يعاني لسنوات من أزمات فنية ومالية رغم شعبيته الكبيرة في انكلترا، ليعود بسرعة إلى الواجهة هذا الموسم ويرتقي الى مصاف الأربعة الكبار الذين ينافسون على المشاركة في دوري الأبطال، وبات على بعد خطوة واحدة من من التتويج بلقب كبير للمرة الأولى منذ 68 سنة، ببلوغه نهائي كأس الرابطة الانكليزية ضد مانشستر يونايتد الأسبوع القادم، بعد أن كان يصارع الهبوط للدرجة السفلى كل موسم، فتغيرت صورة النادي وارتفعت أسهمه بفضل الدعم المالي السعودي، والتدعيم الفني النوعي بلاعبين متميزين، سمحوا للعملاق النائم بالاستيقاظ.


ما حدث مع السيتي منذ 2011، ونيوكاسل في ظرف موسم واحد، والظروف الصعبة التي يعاني منها المان يونايتد، وحتى توتنهام ووست هام، يشجع الإنكليز على على فتح أبواب الاستثمار الخليجي في نواديهم لانقاذها من الافلاس، و يرجح حصول قطر على صفقة "المان" خلال الأيام المقبلة، في وقت تتصاعد بعض الأصوات المعارضة لمستثمرين خليجيين مرتبطين بدول، بداعي الحفاظ على هوية الأندية وتجنب الوقوع في مخالفات اللعب النظيف، وكأن المستثمرين الأمريكان والروس والبريطانيين ملائكة، وأكثر جدارة وكفاءة في تسيير نوادي قادوها إلى الإفلاس المالي والفني، قبل أن ينقذها الاماراتيون والقطريون والسعوديون ..
 

للكاتب أيضاً