10 آلاف مناصر جزائري إلى قطر في حال بلوغ المونديال
22/02/2022 - حفيظ دراجي
الخط
قبل شهر من المواجهة الفاصلة للمنتخب الجزائري في تصفيات كأس العالم، المؤهلة إلى مونديال قطر، تتصاعد الحمى في الوسط الكروي الجزائري الجماهيري والإعلامي، وحتى الرسمي مثلما لمسناه أثناء زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى العاصمة القطرية الدوحة، وما قاله في لقائه مع أفراد الجالية الجزائرية عندما وعد بالتكفل بنقل أكثر من 10 آلاف مناصر جزائري لحضور مونديال قطر، في حال تأهل المنتخب الجزائري، وذلك عبر خط بحري سيُفتح قريباً بين الجزائر والدوحة، يُخصص لنقل الأشخاص والبضائع بعد ذلك، وهو الأمر الذي استحسنته جماهير الكرة في الجزائر التي تترقّب الموعد بشغف كبير من أجل استكمال استعدادات التنقل إلى قطر، والتي بدأت منذ أسابيع بالتنسيق بين السلطات الجزائرية وسفارة قطر في الجزائر، التي عبرت بدورها عن استعدادها لمرافقة المشجعين وتسهيل كل إجراءات السفر والإقامة في قطر.
قبل الموعد المزدوج لمواجهة الجزائر والكاميرون وتعويض الإخفاق الأخير للمنتخب الجزائري في بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة، بعث الرئيس الجزائري رسالة ضمنية وأخرى علنية، تحمل دعماً قوياً لأشبال بلماضي، واستعداداً كبيراً لمرافقة المشجعين وتسهيل توافدهم بأعداد كبيرة إلى قطر، وبذلك يكون قد سبق بلداناً عربية أخرى تسعى للتأهل بدورها، وتجد نفسها مطالبة بتحمل أعباء تنقل جماهيرها الكروية التي لا تريد تفويت فرصة معايشة حدث قد لا يتكرر في البلاد العربية قبل عقود قادمة، حتى ولو نجحت قطر في تكسير ذلك الحاجز الذي كان يمنع صناع القرار في "الفيفا" من وضع ثقتهم بالبلدان العربية التي تقدمت بترشيحها لاحتضان المونديال قبل قطر.
احتضان قطر للمونديال بعد 271 يوماً من الآن، بعد نجاحها في تنظيم أفضل نسخة كأس عربية في التاريخ، سيكون أحد عوامل الاستقطاب للجماهير العربية، وأحد أهم العوامل المحفزة لمنتخباتها في التصفيات، مثلما حدث مع المنتخب السعودي الذي لم تعد تفصله سوى نقطة واحدة لكي يضمن حضوره في مونديال قطر عن قارة آسيا، بعدما سبقته جماهيره إلى ذلك، من خلال تصدرها قائمة البلدان العربية الأكثر طلباً لتذاكر حضور مباريات المونديال، أثناء المرحلة الأولى من عملية بيع التذاكر إلكترونياً، في انتظار المرحلة الثانية التي سيغزو فيها السعوديون موقع "الفيفا" عندما يتأهل منتخبهم رسمياً، وبعد عملية القرعة المقررة شهر أبريل، والتي تتحدد فيها مباريات المجموعات، وتتدخل إثرها السلطات السعودية لتنظيم عمليات التنقل والإقامة لجماهيرها على الأراضي القطرية التي ستشهد غزواً سعودياً لم يسبق له مثيل عبر التاريخ.
الإرادات السياسية العربية للمنتخبات الإفريقية العربية المتأهلة إلى المباراة الحاسمة على غرار مصر والمغرب وتونس، ستحذو بدورها حذو الجزائر والسعودية، وتشرع بعد ضمان التأهل نهاية مارس المقبل، في التنسيق مع السلطات القطرية و"الفيفا" لتنظيم تنقل جماهيرها، التي قدمت طلبات الحصول على التذاكر لحضور مونديال لن يكون كسابقيه من كل الجوانب، ولا يمكن تفويته بحضور منتخباتها أو من دونه، رغم أن جالياتها المقيمة في قطر، والمقدرة بمئات الآلاف، بإمكانها أن تنوب عن جماهير الكرة في بلدانها وتصنع الفرجة والبهجة وتشارك في إنجاح العرس، على الأقل من الناحية الجماهيرية، التي يرتقب أن تتزين بألوان وأهازيج عربية أكبر من تلك التي عشناها في كأس العرب "فيفا" 2021.
مونديال العالم فنياً وكروياً وجغرافياً سيكون، دون شك، مونديال العرب جماهيرياً في حضور المنتخبات العربية أو من دونها، حتى ولو كان هذه المرة في فترة الشتاء، التي يكون فيها كل شيء جميل ومتميز في قطر، لكن إذا حضرت خمسة منتخبات عربية، بالإضافة إلى المنتخب القطري، سنكون أمام رقم قياسي تاريخي للمشاركة العربية، لن تسعه جماهيرها مدرجات ملعب ماراكانا، لكن قلوب القطريين والمقيمين ومرافقها وبرها وبحرها، ستسع دون شك كل من يرغب في المشاركة في عرس سيكون قطرياً بالاسم، لكن عربياً وعالمياً بالفعل، مختلفاً ومتميزاً عن سابقيه تنظيمياً وجماهيرياً، فهل سيكون كذلك فنياً وتحدث فيه مفاجأة كبيرة لا تخطر على بال أحد؟
بعد 271 يوماً من الآن سيتحقق الوعد الذي كنا نترقبه منذ سنوات، وصرنا نحسب اقتراب موعده بالأسابيع والأيام، رغم تأخر موعد انتهاء التصفيات إلى نهاية مارس المقبل.