4/04/2023 - حفيظ دراجي
الخط
تعقدت المعادلة في نادي مانشستر يونايتد، بين عائلة غلايزر التي تريد ما لايقل عن 7 ملايين جنيه استرليني للتنازل عن ملكية النادي، أو البقاء على رأس الفريق بحصة مسيطرة مع فتح الباب أمام مستثمرين جدد، وبين رغبة الجماهير في رحيل الملاك الحاليين بشرط أن لا يستحوذ الخليجيون على المان يونايتد حفاظا على هوية النادي كموروث رياضي وثقافي وحضاري لملايين العشاق في بريطانيا وخارجها، خاصة بعد أن تأخر الإعلان الرسمي عن مضمون العروض الجديدة، وما إذا كانت كافية لانتقال ملكية المان إلى واحد من المستثمرين الذين تقدموا لشراء النادي خاصة من بين الثنائي البريطاني جيم راتكليف أو القطري جاسم بن حمد أل ثاني، لكن يبدو أن ملاك الفريق الحاليين يتماطلون و يزايدون، ويتراجعون كل مرة عن فكرة بيع النادي كلية.
قبل أسبوعين فتح ملاك النادي الباب أمام تقديم عروض جديدة على أمل الوصول إلى المبلغ المطلوب، لكن ذلك لم يحدث و بلغ أقصى عرض حسب التسريبات الأولية مبلغ 5 ملايير جنيه إسترليني تقدم به الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني رئيس مجلس قطر مصرف قطر، ورفض مجددا، في حين لم يتعد عرض الملياردير البريطاني جيم راتكليف مبلغ 4 ملايير جنيه استرليني، وهو الذي يحظى بدعم جماهير كبير لأنه بريطاني يحافظ في تقدير العشاق على هوية النادي وثقافته، في حين تتزايد معارضة التنازل عن النادي للأجانب حتى ولو كانوا أميركيين وقدموا أفضل العروض، وكل الضمانات التي تحافظ على هوية النادي وتوازنه، والتزامه بالقيم والمبادئ ولوائح البريمرليغ الجديدة التي تلزم الملاك باحترام حقوق الإنسان في التعامل.
الملاك فتحوا باب المزاد مجددا لاستقبال عروض جديدة انتهت مهلتها مساء الجمعة الماضي لكن لحد الآن لم يكشفو النقاب عن تفاصيلها، في وقت صدر التقرير المالي لسنة 2022 الذي سجل ديون كبيرة تقارب المليار يورو، تثقل كاهل عائلة غلايزر، يفترض أن يتحملها المالك الجديد حسب دفتر الشروط الذي تم إعداده خصيصا لإتمام صفقة البيع والشراء، مما زاد من الغموض وأثار علامات الاستفهام في الأوساط المالية والاعلامية حول هذا التأخر في الإعلان عن قيمة العروض الجديدة ونوايا الملاك الذين يعيشون ضغوطات كبيرة خاصة بعد الخسارة قبل يومين أمام نيوكاسل في الدوري، وصعوبة احتلال أحد المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل..
يحدث هذا وسط معارضة شديدة من جماهير المان للملاك و للمهتمين بالشراء على حد سواء حيث تواصلت مظاهر الاعتراض على سياسة عائلة غلايزر أثناء مواجهة نيوكاسل ضد المان قبل يومين، تشكل في أوساط جماهيرهما اتحاد يدعو الى حماية الفريقين من الاستثمار الأجنبي الذي اعتبروه استغلالاً للرياضة الأكثر شعبية والدوري الأكثر متابعة في العالم لأجل تحقيق أهداف تسويقية والاستفادة من شبكة العلاقات التي يوفرها النادي للملاك، مما أدى برابطة البريمرليغ إلى سن قوانين تفرض على الملاك والمستثمرين الالتزام باحترام حقوق الإنسان كشرط للتملك الأجنبي يمكن إشهاره في أي لحظة في وجه الأجانب بالخصوص.
الصمت المطبق من عائلة غلايزر على تفاصيل العروض الجديدة، ونوايا البيع من عدمه يحير الجماهير ويزيد من حجم الغموض الذي يكتنف العملية التي يبدو أنها تعثرت بين ملاك لا يريدون التنازل عن المان، وجماهير لا تريد استمرارهم على رأس النادي، ولا تريد أن تتحول ملكيته الى الخليجيين الذين تبقى عروضهم الأكبر لحد الآن، لنتوجه نحو انسداد جديد يكون له تأثير سلبي على مردود ونتائج الفريق واستقراره على المديين المتوسط والطويل.