بأي حال انطلق الموسم الكروي في أوروبا!
16/08/2022 - حفيظ دراجي
يُصرّ تن هاغ على ضرورة تدعيم فريقه بلاعبين قادرين على رفع التحديات في موسم صعب جداً
الخط
وأخيراً انطلق الموسم الكروي في أوروبا، وعادت الحياة إلى الملاعب، وعادت معها التكهنات والتوقعات حول مصير مختلف الدوريات والمسابقات الأوروبية في موسم المونديال، الذي سيتوقف لأكثر من خمسة أسابيع بين شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، لأول مرة في تاريخ الكرة العالمية، مما فرض على المدربين سيناريو تحضيرات بداية موسم مختلفة عن سابقيه، ويفرض عليهم التأقلم مع متطلبات إجراء مونديال في منتصف الموسم، لكن يبقى الأهم هو تطلع الجميع نحو معرفة سيناريوهات الدوريات الأوروبية الكبرى، التي انطلقت منذ أيام، على وقع نتائج متوقعة وأخرى مفاجئة تنذر بمنافسة شديدة، ومردود متباين للأندية الكبيرة ونجومها، بشكل قد يزعزع عروش السيتي، والريال، والميلان، وباري سان جرمان.
في إنكلترا، يبدو أن السيتي لم يتأثر برحيل غابرييل جيسوس ورحيم ستيرلينغ، رغم صعوبة تأقلم إيرلينغ هالاند، صاحب الثنائية في أول مباراة له أمام وست هام، قبل أن يصوم عن التهديف في مواجهة بورنموث رغم الفوز بالأربعة، في حين يبدو أن أرسنال سيعود هذا الموسم إلى الواجهة، ليُضفي على الدوري نكهة خاصة بعد فوزه في المباراتين الأوليين، أمام كريستال بالاس، ثم بالأربعة على ليستر في لندن، بينما كانت بداية المان يونايتد سيئة بتسجيله لخسارتين، أمام برايتون في الجولة الأولى وبرنتفورد بالأربعة في الجولة الثانية، رغم مشاركة رونالدو الذي لم يجد فريقاً ينتدبه لحد الآن، لذلك قد يضطر للوفاء بالتزاماته التعاقدية في موسم سيكون صعباً ومعقداً على أشبال الهولندي إيريك تان هاغ، الذي يُصرّ على ضرورة تدعيم الفريق بلاعبين قادرين على رفع التحديات في موسم صعب جداً.
رغم الظروف الصعبة والبداية الصعبة لليونايتد، لكن يبدو أن الدوري الإنكليزي سيكون الأكثر إثارة وإمتاعاً في وجود السيتي وليفربول وتشلسي وتوتنهام وأرسنال، ومدربين كبار على غرار كلوب وغوارديولا والثنائي كونتي وتوخل، اللذين أشعلا الدوري منذ البداية في ديربي لندن الذي انتهى دون فائز، بينما سيقتصر الصراع في إسبانيا على الريال والأتلتيكو والبرسا، رغم تعثره في مباراته الأولى على ميدانه أمام رايو فاييكانو، لكن ذلك لن يمنع من رؤية برشلونة مختلف عن الموسم الماضي بقيادة روبرت ليفاندوفسكي، الذي سينافس بنزيما على لقب هداف الدوري، مثلما يحاول إشبيلية وفالنسيا إزعاج كبار القوم في إسبانيا.
اقرأ أيضاً: «فرانس فوتبول» تعتذر لميسّي
في إيطاليا، بدأ حامل اللقب ميلان موسمه بقوة، إثر فوزه على أودينيزي بالأربعة، في حين عاد إنتر بفوز من ليتشي في اللحظات الأخيرة، بفضل العائد من تشلسي، البلجيكي روميلو لوكاكو، في جولة أولى بدأها فريقا العاصمة، روما ولاتسيو، بقوة، وفي موسمٍ سيكون فيه التنافس على أشده، مثلما كان عليه الحال الموسم الماضي بسبب تقارب مستويات الأندية الكبيرة، والذي جعل الدوري الإيطالي للموسم الماضي ثاني أفضل دوري والأكثر إثارة بعد الدوري الإنكليزي، خاصة بعودة الميلان إلى الواجهة رغم رحيل فرانك كيسييه، بينما يبقى اليوفي قوياً دائماً، ويبقى نادي أتالنتا عنيداً يُضفي نكهة خاصة على مسابقة الدوري المحلي، حتى وإن لم يتمكن من المنافسة على اللقب، التي تبقى حكراً على الميلان والإنتر واليوفي هذا الموسم، إلا إذا كان لجوزيه مورينيو رأي أخر وأحدث المفاجأة.
أما في فرنسا، فإن تتويج باري سان جرمان بكأس السوبر على نانت، وفوزه بلقائي الافتتاح بالخمسة على كليرمون ومونبلييه بقيادة ميسي ونيمار وامبابيه، يُنذر بعزف منفرد متوقع للفريق الباريسي، الذي يبقى تركيزه الكبير على مسابقة دوري الأبطال في غياب منافسة قوية محلياً، لكن مع ذلك يبقى سابق لأوانه
الحكم على مصير أي دوري في أوروبا قبل نهاية الموسم، لكن مؤشرا المركاتو الصيفي والمباريات الأولى، توحي بأن سلم القيم والمقامات سيحترم في نهاية المطاف، وتكون الغلبة للأغنى مادياً والأقوى فنياً، ومن الصعب تكرار ما فعله ليستر سيتي في إنكلترا عام 2016.