دلالة الحضور القطري في حفل افتتاح الألعاب المتوسطية
28/06/2022 - حفيظ دراجي
استجاب سمو أمير قطر لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تعبيراً عن تقديره للجزائر
الخط
احتضان الجزائر لألعاب البحر الأبيض المتوسط الـ19، في مدينة وهران، يُشكّل الحدث الرياضي الجهوي الأبرز هذه الصائفة، التي تخلو من البطولات الرياضية الكبرى، فكانت فرصة سانحة للجزائريين حتى يعودوا إلى سالف عهدهم في احتضان الأحداث الرياضية الكبرى، مثلما فعلوا مع الألعاب المتوسطية عام 1975، والألعاب الإفريقية عام 1978، ثم الألعاب العربية عام 2005، لكن هذه المرة قبيل بضعة أشهر من كأس العالم في قطر، أكبر الأحداث الرياضية المرتقبة، هذه السنة، لذلك كان لحضور أمير دولة قطر حفل افتتاح الألعاب مدلولاً يربط بين حدثين رياضيين، وبين بلدين شقيقين تشهد العلاقات بينهما تطوراً ملموساً في جميع المجالات، تؤكدها دعوة الرئيس الجزائري لأمير قطر، وتلبية الشيخ تميم للدعوة كضيف شرف حظي بحفاوة رسمية وشعبية، رغم أن قطر لم تكن معنية بألعاب متوسطية.
الرئيس الجزائري احتفى بالمناسبة، بالذكرى التاسعة لتولي الشيخ تميم مقاليد الحكم في دولة قطر سنة 2013، فكانت الرسالة أعمق وأقوى من مجرد دعوة لم تكن متوقعة من طرف المتتبعين لحضور حفل الافتتاح، استجاب لها سمو الأمير، تعبيراً عن تقديره للجزائر وللالتفاتة الفريدة من نوعها التي تُرسّخ التحول الإيجابي الكبير في العلاقات بين البلدين، وتترك انطباعاً حسناً في الأوساط الشعبية الجزائرية وجماهير الكرة، خاصة منذ تتويج المنتخب الجزائري بكأس العرب "فيفا" 2022، في أجواء مونديالية لن تعوّضهم الغياب عن المونديال، لكنها تُضفي على الألعاب المتوسطية نكهة قطرية مونديالية خاصة، بالإضافة إلى سحارها المتوسطي، العربي والأوروبي، ما سمح لها بالعودة إلى الواجهة السياسية والرياضية بعد سنوات عجاف، كانت فيها الجزائر غائبة عن مسرح الأحداث الرياضية لأسباب ذاتية وموضوعية.
الجزائر ستكون مسرحاً لأحداث رياضية كروية أخرى قارية وجهوية، بداية من شهر أغسطس المقبل، مع كأس العرب دون 17 عاماً، ثم بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين مطلع عام 2023، وبعدها كأس إفريقيا للأمم دون 17 عاماً في أبريل 2023، في انتظار تعويض غينيا لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، خاصة بعد تدشين ملعب وهران الأولمبي، وفي انتظار انتهاء أشغال بناء ملاعب براقي، وتيزي وزو وسطيف، إضافة إلى أحداث أخرى في رياضات مختلفة مقررة عام 2023، في بلد بحجم قارة يملك من المقومات البشرية والمادية والطبيعية ما يؤهله للعب دور مهم عربياً وإفريقياً ومتوسطياً، ليس فقط في الميدان الرياضي، بل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية، بفعل الثراء والتنوّع الحضاري والثقافي الذي تزخر به الجزائر.
حفل افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط الذي احتضنته مدينة وهران، شكّل في نظر المتابعين نقلة نوعية معتبرة، سمحت بإظهار وجه الجزائر ورصيدها وقدرتها على صناعة الحدث رغم بعض النقائص المسجلة، والتي يمكن تجاوزها مع الوقت، مثلما حدث مع قطر التي صارت رقماً مهماً في معادلة عالمية كانت بداياتها صعبة من كل الجوانب، قبل أن تتحوّل إلى قبلة لكل الأحداث الرياضية العالمية، بما فيها كأس العالم وبعدها الألعاب الأولمبية دون شك، بغض النظر عن بطولات عالمية في رياضات أخرى، وألعاب جهوية أخرى خليجية وأسيوية، صارت بمثابة مجرد أحداث بسيطة بالنسبة للقطريين يمكن تنظيمها في أي وقت بشكل فريد، مثلما سيكون عليه الحال بعد خمسة أشهر من الآن بمناسبة كأس العالم 2022.
قطر، بحضور أميرها، شاركت وهران فرحتها وأكّدت عودة العلاقة القوية بين الجزائر والدوحة، والجزائر جدّدت تقديرها لقطر عندما استضافت أميرها واحتفلت معه بالذكرى التاسعة لتوليه سدة الحكم في بلد لا يتوقف عن الإبهار.