عائلة غليزر تماطل وتبتز في عملية بيع المان يونايتد!!
28/03/2023 - حفيظ دراجي
الخط
بعد رفضها عروض الشراء الأولى التي لم تتعدَّ أقصاها 4,5 مليار يورو، فتحت عائلة غليزر الأميركية المالكة لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي باب المزاد مجدداً نهاية الأسبوع الماضي على أمل الوصول الى مبلغ 7 ملايير يورو المطلوب، لكن العرض القطري الجديد بلغ 5,7 مليار يورو، بزيادة فاقت المليار يورو عن العرض الأول، وبفارق يفوق المليار يورو عن أقرب المنافسين، ومع ذلك لايزال مالك النادي يطالب بالمزيد، مستغلاً رغبة الجانب القطري في الفوز بالصفقة على حساب عروض أخرى من الملياردير البريطاني جيم راتكليف، ورجل الأعمال الفنلندي توماش زالياكوش، في وقت فضل المرشحون الستة الآخرون التستر على هوياتهم الأوروبية و الخليجية والأمريكية، والتكتم عن قيمة العروض التي تقدموا به، والتي تبقى كلها أقل من المبلغ المطلوب.
ممثلو الشيخ جاسم بن حمد أل ثاني رئيس مجلس إدارة مصرف قطر والملياردير البريطاني جيم راتكليف قاما الأسبوع الماضي بزيارة مقر النادي والمرافق التي يتوفر عليها قبل تقديم العروض الثانية، وعبروا عن استعدادهم للتكفل بديون الفريق التي تناهز المليار يورو، لكن كل هذا لا يعني أن الصفقة ستتم حتما لأن العائلة المالكة بإمكانها رفض العروض رغم غضب جماهير المان ومعارضتها للإدارة الحالية ، المنقسمة بدورها بين راغب في بيع النادي والتخلص من همومه، و بين رافض للتنازل عن النادي والإكتفاء بعقد صفقات مع مستثمرين جدد تسمح لهم بالإستمرار كملاك بحصة مسيطرة على أسهم النادي، وهو الأمر المستبعد حالياً خاصة وأن المرشحين تقدموا بعروض لشراء النادي كلية، وليس لإنقاذ عائلة غليزر من الإفلاس.
عائلة غليزر من جهتها تعيش ضغوطات كبيرة هذه الأيام من طرف جماهير النادي التي تريد التخلص منها، ومن منظمات حقوق الانسان، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية التي طالبت رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة بتحصين نواديها من التوغل الأجنبي الذي يريد تبييض صورته على حساب الأندية البريطانية العريقة التي تفقد حسبها هويتها وتبعدها عن غاياتها وأهدافها، خاصة ضد الملاك الخليجيين الذين استحوذوا على السيتي بفضل الشيخ منصور أحد أفراد العائلة الإماراتية المالكة في 2008، ونيوكاسل الذي صار سعودياً منذ السنة الماضية، في وقت يتوجه المان يونايتد لكي يصبح قطرياً بفضل صندوق الإستثمار القطري صاحب أعلى العروض حسب التسريبات الأولية، والذي يريد تكرار تجربته مع فريق باريس سان جيرمان سنة 2011، ودخول السوق البريطانية من خلال أحد أعظم الأندية في العالم.
تقارير اعلامية اقتصادية ومالية أخرى تحدثت عن مزايدات مبالغ فيها من العائلة المالكة التي تمارس الإبتزاز لتصل الى مبلغ قياسي لم يسبق له مثيل من خلال تسريب أرقام بعض العروض وتضخيمها، وتسريب أخبار تفيد أن بعض أفراد العائلة يرفضون البيع، ما يؤدي في نهاية المطاف الى رفع قيمة العروض، أو رفضها جملة وتفصيلا، الا اذا فاقت 6 ملايير يورو، وصارت أكبر صفقة في تاريخ كرة القدم العالمية على الاطلاق، نزولا عند رغبة جماهير النادي التي نظمت أكثر من مسيرة للمطالبة برحيل عائلة غليزر وبيع النادي بالكامل، على غرار الجار مانشستر سيتي الذي صار ينافس على البطولات كل موسم بفضل الاستثمارات الاماراتية التي سمحت له باستقطاب نجوم العالم، وجعله أحد أغنى وأغلى الأندية في أوروبا.
الجمعة المقبل سيتم الإعلان عن القرار النهائي ببيع النادي من عدمه، فيصبح قطريا أو يبقى أمريكيا، وفي كلتا الحالتين فان عملية شراء وبيع نادي من حجم مانشستر يونايتد لم تعد مجرد صفقة تجارية ومالية، بل تعدتها الى ملكية موروث معنوي ومادي يتجاوز صبغته الرياضية، ويتعدى حدود الصفقة التجارية الى استثمار في كيان ذو شعبية طاغية ،يوفر تسويقا وشبكة علاقات يحلم بها البريطانيون والأميركيون والأوروبيون والقطريون على حد سواء، ولا تريد عائلة غليزر تضييعها بسهولة لذلك تمارس المزايدة والابتزاز والتماطل رغم الغضب الجماهيري الكبير الذي يتمنى رحيل العائلة المالكة قبل نهاية الموسم الكروي الحالي.