عندما تشعر بأنك أكبر من فريقك عليك أن ترحل!
25/10/2022 - حفيظ دراجي
كل المؤشرات تُشير إلى أن أيام رونالدو مع تن هاغ ستكون عصيبة
الخط
قرار المدرب الهولندي للمان يونايتد، إريك تن هاغ، استبعاد رونالدو من قائمة مواجهة تشلسي السبت الماضي، ومنعه من التدرّب مع الفريق الأول، وتغريمه بأكثر من مليون يورو، بسبب رفضه الدخول في اللحظات الأخيرة من مواجهة توتنهام، ومغادرته الملعب قبل نهاية المباراة، صنع الحدث في وسائل الإعلام البريطانية، وأثار الكثير من ردود الفعل في الأوساط الفنية التي دعمت غالبيتها قرار المدرب، وردود الفعل الجماهيرية التي انقسمت بين مرحّبة معتبرة أن الفريق أكبر من أي لاعب، وأخرى معارضة لقرار الإبعاد، لأن الأمر يتعلق بنجمهم الذي يستحق في نظرهم مزيداً من الاعتبار والتقدير من طرف المدرب الذي لم يعد يُقحم رونالدو سوى نادراً، مما أثر على مردوده ومعنوياته ودفعه إلى التصرُّف بشكل لا يليق به وبناديه.
بعد فوزه على توتنهام بثنائية، عاد المان بتعادل ثمين من لندن في مواجهة تشلسي دون رونالدو، لعب فيها أشبال تن هاغ مباراة قوية، في وقت كان فيه رونالدو يتدرب مع فريق الرديف، بعد أن أصدر بياناً أكّد فيه احترامه الدائم لزملائه ومدربيه وخصومه، وسعيه دوماً لكي يبقى نموذجاً طيباً للشباب لا يستسلم للضغط، مؤكداً مواصلته العمل حتى يكون في مستوى التطلعات على حدّ تعبيره، وهو البيان الذي خفّف من الاحتقان بينه وبين مدربه الذي أكّد بدوره في ندوته الصحافية، قبل مواجهة تشلسي، على قيمة وأهمية رونالدو في الفريق، وطالب بضرورة احترام كل اللاعبين لخياراته، واحترام قميص الفريق وجماهيره الوفية، في وقت التزمت الإدارة الصمت ولم تُعلّق على تمرُّد رونالدو، وقرار المدرب بإبعاده مؤقتاً عن التشكيلة، حفاظاً على توازنها وتركيزها على المباريات فقط، وتجنباً لمزيد من التصعيد.
الفنيّون في إنكلترا، من مدربين ومحللين ولاعبين قدامى بالخصوص، انتقدوا تصرُّف رونالدو في مباراة توتنهام، خاصة وأن فريقه تفوّق في النتيجة، ثم عاد بالتعادل أمام تشلسي بأداء متميز يتحسّن كل أسبوع، مما جعل رونالدو في موقف حرج بسبب تصرف لا يليق بمقامه ولا بسمعة فريقه، لأنه لم يحترم مدربه وزملاءه وجماهير الفريق، الذين منحوا له فرصة العودة إلى الدوري الإنكليزي في نهاية مشواره، رغم إصراره على الرحيل منذ بداية الموسم، وتفضيله الانتقال إلى فريق آخر يسمح له بالمشاركة في دوري الأبطال، على البقاء مع المان يونايتد لردّ الجميل والالتزام ببنود عقده الذي ينتهي نهاية الموسم الجاري، مقابل راتب شهري يفوق المليوني جنيه إسترليني، يُشكّل عبئاً مالياً كبيراً على إدارة النادي، إضافة إلى العبء الفني على المدرب، الذي لم يعُد يُعوّل عليه كثيراً، ولم يعُد يعترض على رحيله مثلما كان عند بداية إشرافه على الفريق في الصيف الماضي.
بعض مشجعي المان لم يعجبهم تصرُّف رونالدو الذي يعتبر نفسه في نظرها أكبر من النادي، بينما لم تتردد فئة أخرى في التهكم على المدرب الهولندي، الذي لم يحترم في نظرهم رصيد اللاعب وسمعته وشعبيته، عندما لم يعتمد عليه في أغلب المباريات، بينما عادت الكثير من وسائل الإعلام إلى التذكير بأن عودة رونالدو إلى المان، قادماً من اليوفي، في نهاية مشواره، كانت خطأ مشتركاً بين اللاعب وإدارة النادي، وعدم السماح له بالرحيل في المركاتو الصيفي كان خطأ آخر، رغم قيمته الفنية والسوقية والجماهيرية التي لا يُشكّك بها أحد، لكن غروره وتعاليه، قد يُخرجه من الباب الضيّق، ويُنهي مسيرته الكروية بشكل لا يليق به ولا بالمان، إلا إذا عاد وتُوّج مع البرتغال بكأس العالم لأول وآخر مرة في مشواره الكروي، وعادت الأمور إلى مجاريها مع تن هاغ، وتُوّج بلقب الدوري الأوروبي مع المان، أو انتقل في الشتاء المقبل إلى فريق ينافس على دوري الأبطال.
كل المؤشرات تُشير إلى أن أيام رونالدو مع تن هاغ ستكون عصيبة، تفرض عليه الالتزام بقراراته قبل المونديال حتى يُحافظ على لياقته وتركيزه مع منتخب بلاده، ثم الرحيل في المركاتو الشتوي، إلى وجهة قد تكون الأخيرة لنجم ليس ككل النجوم، حتى وهو بعيد عن المنافسة وعن ممارسة هوايته في تسجيل الأهداف وتحطيم الأرقام وصناعة الحدث فوق ميادين الكرة، التي كان فيها أسطورة لن تتكرر، مهما كانت نهاية مشواره..