سابق لأوانه الحديث عن الجانب الفني لمونديال قطر

الخط

بعد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2022، الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة، في الأول من أبريل الماضي، وقبل سبعة أشهر من موعد المونديال، يفسح المجال للحديث عن الحظوظ والمرشحين للفوز بكأس عالم تلعب في منتصف موسم وليس في نهايته، وكيف سيكون المستوى الفني والإقبال الجماهيري، في فترة من السنة يصعب فيها حصول الموظفين والطلبة على عطل سنوية لحضور مباريات المونديال، لكن أغلب التوقعات تشير إلى أن اللقب لن يفلت من أيادي كبار القوم على غرار البرازيل، والأرجنتين، وألمانيا، وفرنسا وإسبانيا، وانكلترا، والبرتغال، في وجود ميسي، ورونالدو، ونيمار، ومبابي، وهداف الدوري السابقة هاري كاين، في بطولة يُجمع غالبية الناس على أنها ستكون متميزة ومختلفة عن بطولات سابقة من حيث التنظيم.


ردود الفعل الأولى على نتائج عملية القرعة جاءت حذرة، ربما لأنها كانت متوازنة بشكل كبير في نظر المحللين، تسمح للكبار كلهم بالتواجد في الدور الثاني، تكون فيه نسبة المفاجأة ضئيلة، كما أن إجراء البطولة في منتصف الموسم، لأول مرة في التاريخ، سيكون عاملاً مهماً في تحديد مصير اللقب، لأن البطولة التي تجري في فصل الشتاء، تصادف فترة يكون فيها اللاعبون في أعلى مستوياتهم الفنية والبدنية، تسمح للمدربين بالتركيز أكثر على الجانب التكتيكي والنفسي، في بلد سيوفر ملاعب رائعة ومرافق مثالية لم يسبق لها مثيل، وكل عوامل الراحة والأمن للمنتخبات والجماهير، مقارنة ببطولات أخرى يتأثر فيها اللاعبون بالمناخ الحار في الصيف، والظروف الأمنية الصعبة التي كانت دائماً تشكل هاجساً كبيراً للجميع، دون أن ننسى تكاليف التنقل والإقامة في البلد المضيف.


بعد القرعة، باشرت الجماهير إجراءات اقتناء تذاكر حضور المباريات التي تحددث مواعيدها ومكان إجرائها، وبدأ التخطيط لمواعيد التنقل واختيار مقر الإقامة التي ستكون جد مريحة في قطر التي وفّرت 130 ألف غرفة فندقية جديدة، وتتوفر على أحد أكبر المطارات في العالم، وشبكة طرقات حديثة أنجز منها 850 كيلومتراً من الطرقات الرئيسية والفرعية، و470 كيلومتراً من الممرات المخصصة للمشاة في ظرف عشر سنوات، إضافة إلى 8 مليون متر مربع من المساحات الخضراء والمسطحات التجميلية التي يستمتع بها الزوار، ويتمتعون بالأنشطة الثقافية والفنية المرافقة للبطولة التي تحتضنها الساحات العمومية والمجمعات التجارية والمرافق السياحية والثقافية التي شيدتها قطر على مدى عقد من الزمن. 


إذا كانت كل التوقعات تشير إلى أن مونديال قطر سيكون فريداً من نوعه من كل الجوانب التنظيمية والجماهيرية والترفيهية والأمنية، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن الجانب الفني، لكن الأكيد أنه سيكون آخر فرصة لرونالدو وميسي وحتى نيمار للفوز باللقب العالمي لأول مرة، وهو الأمر الذي سيجعله أكثر إثارة من الناحية الفنية، وربما يشهد أول وآخر تتويج لنجم كبير، يزيد من قيمة البطولة التي سترتبط باسم نجم كبير يُتوج، لذلك تذهب الترشيحات نحو الأرجنتين والبرازيل والبرتغال بجيل متميز سيجد كل الظروف مؤاتية لتقديم أفضل ما عنده، أمام جماهير عربية عاشقة للمتعة الكروية التي يقدمها النجوم مع منتخباتهم، ستستمتع بدورها بمونديال رائع من الناحية الفنية، يفوق بكثير مستويات نهائيات كأس العالم السابقة. 


العرب سيلعبون المونديال في أجواء يعرفونها جيداً، يجدون مساندة كبيرة من الجماهير العربية المقيمة في قطر، وتلك التي تغزوه من دول الجوار، ومن المغرب وتونس، وبعدما يتجاوزون فترة الفرحة بالتأهل، سينصب تفكيرهم على مشاركة متميزة، خاصة بالنسبة لقطر والسعودية أمام جماهيرهم التي ستكون كبيرة، بينما سيكون للمغرب وتونس الوقت الكافي لتصحيح ما يجب تصحيحه من اختلالات ظهرت عليهما، لأجل تحقيق نتائج طيبة، وهي التي يعرف لاعبوها الأجواء والملاعب والمرافق بعد مشاركتهم في كأس العرب "فيفا" 2021 في قطر، مما يضعهم في أفضل الظروف مقارنة بمنتخبات أخرى.
 

للكاتب أيضاً