كاسيميرو.. صفقة مربحة للمان والريال!
23/08/2022 - حفيظ دراجي
اشترى ريال مدريد كاسيميرو من بورتو مقابل 6 ملايين يورو وباعه لليونايتد مقابل أكثر من 70 مليوناً
الخط
رحيل البرازيلي كارلوس كاسيميرو عن الريال باتجاه المان يونايتد صنع الحدث في المركاتو الصيفي لهذا الموسم، وشكّل مفاجئة مدوية غير متوقعة حتى في الأوساط الجماهيرية والإعلامية والفنية في الريال والمان، سمح للفريق المدريدي بإنعاش خزينته بـ72 مليون يورو، كثالث أغلى صفقة في تاريخ النادي بعد رونالدو الذي رحل مقابل 105 ملايين يورو، ودي ماريا الذي انتقل إلى المان سنة 2014 مقابل 75 مليون يورو، وسط تساؤلات حول الجدوى من الصفقة، ومدى الفراغ الذي سيتركه كاسيميرو في الريال والإضافة التي سيقدمها للمان، في تحدٍّ جديد مع فريق عريق يمرّ بفترة انتقالية صعبة بداية هذا الموسم من كل الجوانب النفسية والفنية، تاركاً خلفه فريقاً محترماً فاز معه بعشرين لقباً في تسعة مواسم.
كاسيميرو التحق رسمياً بالزميلين السابقين رونالدو وفاران، بقرارٍ شخصيّ مفاجئ لا يعرف سببه سوى اللاعب عينه، رغم أنه كان عنصراً أساسياً في منظومة لعب كارلو أنشيلوتي، وعاش في الفريق أجمل مراحل مشواره الكروي كما وصفها في تغريدة على تويتر، إلا أن المان يونايتد لا يُرفض حتى ولو فعل رونالدو المستحيل من أجل الرحيل عن فريق لا يُوفّر له فرصة اللعب في مسابقة دوري الأبطال هذا الموسم، ولا يملك مقومات المنافسة على الألقاب، لكن التحاق الدولي الفرنسي تشواميني بكامافينغا وتوني كروس ومودريتش في وسط الميدان، جعل البرازيلي يخاف على مستقبله مع الفريق ويبحث عن مخرج يضمن له البقاء في المستوى العالي لسنوات أخرى.
المان لم يتردد في إنفاق مبلغ كبير من أجل استقدام لاعب تجاوز الثلاثين لمعالجة مشكلات وسط الميدان والدفاع التي يعاني منها الفريق، وضخ نفس جديد في التشكيلة، وربما لإقناع رونالدو بالبقاء بحكم صداقته القوية مع كاسيميرو، الذي يبقى أحد أفضل لاعبي وسط الميدان في العالم، ومن المنتظر أن يقدم خدمة كبيرة للفريق الإنكليزي في الظروف الصعبة التي يمرّ بها، وفي دوري لن يجد فيه كاسيميرو صعوبة للتأقلم معه بحكم قوته البدنية واندفاعه الكبير وخبرته مع الريال والمنتخب البرازيلي، التي يُوظّفها رفقة المدرب الهولندي إريك تن هاغ، الذي كان مصراً على استقدام القلب الذي ينبض روحاً ونفساً يحتاجه الفريق والدوري الإنكليزي على حدٍّ سواء.
أما الريال فقد حقق صفقة مالية كبيرة، قد لا تؤثر سلباً من الناحية الفنية على فريق لا يتوقف على لاعب واحد، تخلّى قبل كاسيميرو عن نجوم كثر عبر التاريخ، ووجد في كامافينغا وتشواميني بديلين مميزين للبرازيلي، ما سمح له بالفوز بلقائي الافتتاح بالدوري الإسباني لهذا الموسم دون كاسيميرو، وبنفس التميز والإتقان والانسجام الذي صار عليه منذ عودة كارلو أنشيلوتي إلى الريال، والذي يكون أعطى الضوء الأخضر لإتمام الصفقة، مع ضمانات بعدم تأثر الفريق من الناحية الفنية في وجود الثنائي الفرنسي الواعد، الذي يريد أن يستثمر فيه الفريق لبعث نفس جديد في تشكيلة تعرف كيف تحافظ على توازنها وتنتقل من مرحلة إلى أخرى، حتى ولو بلاعبين جدد.
عادة في صفقات الكرة نثني على الفرق التي تنتدب النجوم، لكن في حالة كاسيميرو، لم تتوان الصحف الإسبانية والعالمية عن تثمين سياسة الريال في صفقاته التي جعلت منه فريقاً يعرف كيف ومتى ينفق لأجل استقطاب النجوم، ويحسن التفاوض مع لاعبيه والفرق التي تركض خلفهم عند بيعهم بأسعار أكبر بكثير من سعر الشراء، ودون تأثيرات سلبية على المردود الفني للفريق مثلما حدث في الفترة الأخيرة مع بيع رونالدو لليوفي مقابل 117 مليون يورو، بعد أن استقدمه بـ84 مليوناً، ثم دي ماريا الذي اشتراه بـ33 مليوناً، قبل أن يبيعه أربع سنوات بعد ذلك مقابل 75 مليوناً، ليأتي الدور في الفترة الأخيرة على الفرنسي فاران الذي اشتراه بـ10 ملايين وباعه بخمسين مليوناً للمان، ويختمها بكاسيميرو القادم من بورتو قبل تسع سنوات بستة ملايين، ليتنازل عنه بأكثر من 70 مليوناً.
صفقة كاسيميرو مربحة مادياً للريال وللاعب الذي تضاعف راتبه السنوي، فهل ستكون كذلك فنياً للفريقين، فيخرج المان من محنته، ويحافظ الريال على توازنه؟