10/05/2022 - حفيظ دراجي
أخفق بيب غوارديولا بقياة مانشستر سيتي إلى تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في ست مناسبات حتى الآن
الخط
لا يزال الخروج الدراماتيكي للسيتي في نصف نهائي دوري الأبطال أمام الريال يثير ردود الفعل وعديد التساؤلات وعلامات الاستفهام في ظل تضارب التحاليل التي تُحمّل غوارديولا المسؤولية، وتلك التي تعتبر الذي حدث صناعة مدريدية حصرية، أو بمثابة سيناريو غريب وعجيب لا يتكرر إلا نادراً في عالم الكرة، يصنعه فريق مختص في مسابقة دوري الأبطال، كان مُقصى عند الدقيقة التسعين وقريباً من تلقي هدفاً ثانياً، قبل أن يدخل رودريغو بديلاً، فيُعدّل النتيجة، ثم يُمضي هدفاً ثانياً في ظرف أربع دقائق من الوقت بدلاً من الضائع، وبعدها يُسجّل الفريق الملكي هدفاً ثالثاً في الوقت الإضافي، بعد أن استنفد المدرب الإسباني كل تغييراته ولم يعد للاعبيه القدرة على تحمل ذلك التوهج المدريدي والعودة في النتيجة بشخصيته القوية وروح لاعبيه العالية المستمدة من ثقافة المنافسة على دوري الأبطال التي يفتقدها لاعبو السيتي.
من يعتقد بأن غوارديولا يتحمل مسؤولية الإقصاء يستند إلى تكرار إخفاقاته في المواسم الثلاثة الماضية مع المواعيد المهمة في دوري الأبطال، منذ خروجه في ربع النهائي ضد توتنهام قبل ثلاث سنوات، ثم إخفاقه في نهائي السنة الماضية أمام تشلسي بسبب خياراته الفنية غير الموفقة، قبل أن يخرج ضد الريال في سيناريو لا يحدث إلا في أفلام الرعب أو عالم الخيال، لأن غوارديولا في اعتقادهم لم يُحسن تسيير تفوقه في الربع ساعة الأخير، ولم يُقدّر قوة الريال حق قدرها عندما أخرج أسلحته القوية المتمثلة في دي بروين، جيسوس ومحرز، فلم يعد قادراً على العودة في النتيجة بدنياً وفنياً، وحتى نفسياً وذهنياً بسبب تأثر لاعبيه وصدمتهم لِمَا عاشوه في بضعة دقائق وقف أمامها غوارديولا مذهولاً وعاجزاً عن إيجاد الحلول في مسابقة لا يُحسن التعامل معها.
أما من يعتقد بأن غوارديولا لم يُخطئ التقدير وكان موفقاً في تغييراته، فقد استشهد بالفارق الذي صنعه غوندوغان عندما دخل بديلاً لدي بروين، فكان وراء كرة الهدف الذي سجله رياض محرز، مثلما كان دخول غريليش مكان غابرييل جيسوس موفقاً، من خلال صناعته وتضييعه كرتين متتاليتين كان بإمكانه أن يقتل بهما المباراة، أما تغيير محرز بفرناندينيو في الخمس دقائق الأخيرة فقد كان تكتيكياً وضرورياً للحفاظ على النتيجة، بينما كان خروج كايل ووكر اضطرارياً بداعي الإصابة، مما أفقد الدفاع توازنه الذي كان أصلاً مختلاً طيلة أطوار المباراة، وتسبّب في ارتكاب عديد الأخطاء التي يتحمل مسؤوليتها اللاعبون، مثلما يتحملون مسؤولية افتقادهم للتركيز في آخر أنفاس المباراة، مما كلفهم تلقي هدفين في ظرف خمس دقائق، وثالث في الوقت الإضافي.
من يعتقدون بأن غوارديولا لم يخطئ في خياراته يقدّرون أيضاً الريال حق قدره ويستشهدون بما فعله أمام باري سان جيرمان في ثمن النهائي وتشيلسي في ربع النهائي، عندما قلب الموازين في أصعب الظروف بفضل روح لاعبيه وقوتهم الذهنية، ومكر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي كانت تغييراته موفقة بإقحام نفس جديد في تشكيلته صنعه أسنسيو، كامافينغا ورودريغو، الذي سجل ثنائية في ظرف خمس دقائق وكاد يسجل الثالث في الأنفاس الأخيرة من مباراة فقد فيها لاعبو السيتي أنفاسهم واستعاد إثرها لاعبو الريال ثقتهم وقوتهم الذهنية، بالإضافة إلى لياقتهم البدنية الكبيرة التي صنعت الفارق بشكل كبير في الوقت الإضافي من مباراة لم يتصور أن تتغير أطوارها أحد في أنفاسها الأخيرة، لتضاف إلى قائمة المباريات المهمة التي خسرها غوارديولا في مشواره الكروي.
البعض يعتقد بأن روح وهوية الريال هي التي تفوّقت على فريق لا يملك هوية ولا شخصية في المسابقة الأوروبية الأكبر لذلك يتعثر كل مرة في آخر لحظة، مما يصعب على السيتي مهمة التتويج بها حتى لو رحل غوارديولا الذي صرح بعد اللقاء بأنه "يودّ الفوز بدوري الأبطال ولكنه ربما ليس جيداً بما فيه الكفاية لتحقيق اللقب" الذي ينقص سجل الفريق المتوج بكل البطولات المحلية في إنكلترا، بما في ذلك ثلاثة دوريات في ظرف خمس سنوات مع غوارديولا، لذلك فإن لم يُتوج مع الفيلسوف لن يتوج بدوري الأبطال في تقدير البعض، إلا إذا خلفه أنشيلوتي بكل الحظ الذي يرافقه في مشواره الذي جعل منه أول مدرب يفوز بالدوريات الخمسة الكبرى.