ممارسة كرة القدم هي مهنة.. وليست مجرد لعبة!
4/10/2022 - حفيظ دراجي
لم تستمر تجربة بلايلي مع بريست الفرنسي أكثر من ثمانية أشهر
الخط
ما يحدث للنجم الجزائري يوسف بلايلي كل مرّة مع النوادي التي يلعب لها، يثير تساؤلات عديدة حول الأسباب والتداعيات، التي أثّرت على مشوار أحد أفضل اللاعبين الجزائريين حالياً، والذي كان بإمكانه أن يلعب في أفضل الأندية الأوروبية، ويكون مردوده أفضل بكثير مما هو عليه لو كان محيطه مهنياً ومحترفاً، يساعده على الاستقرار والتركيز على مهنته، مثلما حدث له منذ أيام مع فريقه الفرنسي بريست، الذي كان مضطراً لفسخ العقد بالتراضي مع اللاعب، بعد أن قضى معه ثمانية أشهر فقط، ما اعتبره البعض إبعاداً للاعب لأسباب انضباطية بحتة، لا علاقة لها بإمكاناته ومهاراته التي يُجمع عليها كل المحللين والفنيين، مثلما يُجمعون على أن الكرة بالنسبة لبلايلي، هي مجرد لعبة يتقنها ويستمتع بها، وليست مهنة تقتضي منه تضحيات والتزامات وواجبات مقابل الحقوق التي يحصل عليها.
إدارة النادي قالت في بيان لها إن اللاعب لم يتأقلم، لأنه لم يستطيع البقاء بعيداً عن عائلته التي لم تلتحق به لحد الآن، لذلك اتُفق على فسخ العقد، بينما اضطر يوسف بلايلي إلى إصدار توضيح لموقفه عن طريق بيان صدر عن الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ندّد فيه بما اعتبره هجمات ضد شخصه يتعرض لها منذ مدة، وكذّب فيه ما وصفه بالإشاعات حول طريقة مغادرته النادي الفرنسي، خاصة بعد التسريبات التي تحدّثت عن قيام اللاعب بتصرفات غير لائقة خارج الملعب، من بينها ادّعاء المرض للتهرّب من حضور جلسة تصوير خاصة بلاعبي الفريق، والغياب عن الكثير من الحصص التدريبية، ومغادرة بريست كل مرة في اتجاه باريس تارة، والجزائر العاصمة تارة أخرى، دون إذن من فريقه، ما دفع إدارة ناديه لإنهاء عقده الذي كان يمتد حتى الصيف المقبل.
إقرأ أيضاً: العشق الجزائري للمنتخب ظاهرة فريدة!
مهما كانت الأسباب والدوافع التي أدت إلى رحيل أو ترحيل يوسف بلايلي عن بريست، فإن الكل في الجزائر يُجمع على فشل اللاعب في تجاربه الاحترافية المختلفة حتى الآن، رغم إمكاناته الفنية ومهاراته الكروية التي تؤهله لكي يلعب في أفضل النوادي وأكبر الدوريات الأوروبية، حتى أنه لم يسبق له وأن أنهى عقده مع أي فريق لعب له، حيث اضطر لمغادرة الترجي التونسي عام 2013 بسبب عقوبات مالية سُلّطت عليه، قبل أن يتعرض لعقوبة الإيقاف لمدة أربعة أعوام من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب ثبوت تعاطيه المخدرات، عندما كان يلعب في اتحاد الجزائر، ثم عاد للتمرُّد على نادي أنجيه الفرنسي الذي اضطر لفسخ عقده بسبب رفضه الجلوس احتياطياً، ليعود إلى الترجي التونسي، ويهرب مجدداً إلى نادي الأهلي السعودي، ثم يغادر قبل انتهاء عقده إلى نادي قطر القطري، الذي فسخ عقده بسبب مشاكل انضباطية ومطالب مالية مبالغ فيها من طرف والده بعد تتويج اللاعب بكأس العرب.
بالموازاة مع مغامراته مع الفرق التي لعب لها، كان بلايلي يتألق مع منتخب بلاده، خاصة في عهد جمال بلماضي حتى بات أحد ركائز الفريق، دون مشكلات انضباطية تُذكر، ربما لأنه لم يكن مرتبطاً بعقد مالي، ولم تكن لديه مطالب ومغامرات شخصية، كما أن والده، القائم بأعماله، لم يكن لديه تأثير على مشوار اللاعب مع المنتخب، عكس ما كان عليه الحال مع النوادي التي لعب لها، والتي كان للوالد فيها دور كبير وتأثير سلبي على قرارات اللاعب، حسب كثير من المتابعين، الذين يُجمعون على خضوع اللاعب لرغبات وقرارات والده الذي يتدخّل في كل كبيرة وصغيرة، من باب الأبوة، ودون أدنى دراية بعالم الاحتراف ومقتضياته التي جعلت من الكرة مهنة لم يُحسن ممارستها الوالد، وليس مجرد لعبة يتقنها بلايلي بشكل جميل وممتع، بحكم موهبته ومهاراته التي لا يشكك فيها أحد.
التجربة الاحترافية الفاشلة ليوسف بلايلي مع بريست، جعلته من دون فريق في منتصف الموسم، أساءت مجدداً إلى صورته وسمعته، التي تحول دون انتدابه من طرف أندية محترمة، إلا إذا عاد إلى نقطة الصفر للدوري الجزائري في المركاتو الشتوي وهو في العقد الثالث من عمره، يصعب عليه بعدها إيجاد فريق محترف في أوروبا، أو حتى في أندية الخليج، حتى ولو تخلّص من وصاية والده الكروية، وتولّى شؤونه أكبر مدراء الأعمال في عالم الكرة رغم موهبته ومهاراته وفنياته، التي لم تعد تكفي لوحدها في عالم الكرة..