6/09/2022 - حفيظ دراجي
بات هالاند أول لاعب يُسجّل 10 أهداف في مبارياته الست الأولى بالدوري الإنكليزي
الخط
الخمس جولات الأولى من الدوري الإنكليزي الممتاز كانت كافية للنرويجي إرلينغ هالاند لكي يخطف الأنظار ويمزّق شباك الحراس ويحطم الأرقام، وينذر بتحطيم المزيد في الدوري ودوري الأبطال، بعد أن صار أول لاعب يسجل عشرة أهداف في أول ست مباريات، من بينها هاتريك مرتين متتاليتين، جعلته على كل لسان، يتصدر الصفحات الأولى لكل الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، وفيديوهات أهدافه تُبثّ على كل القنوات التلفزيونية، التي راحت تتنبأ للظاهرة بمزيد من التألق في ظل تراجع نجومية ميسي ورونالدو، ورغم تألق امبابيه، ونيمار، وبنزيما ومحمد صلاح، خاصة وأنه يلعب في أحد أقوى الفرق الأوروبية والعالمية التي تنافس على اللقبين المحلي والأوروبي، رغم تعثر السيتي بالتعادل في مباراتين أمام نيوكاسل وأستون فيلا.
هالاند لم يتأخر في التأقلم مع منظومة لعب السيتي، والدوري الأقوى في العالم، ولم يتأخر في خطف قلوب وعقول عشاق الكرة الذين يرون فيه ظاهرة جديدة طولها 194 سنتيمتراً، ووزنها يقارب 90 كيلوغراماً، سرعتها وقوتها توازي قوة الدبابة في توغلها وسط المدافعين، أدت الى تغيير نمط لعب الفريق الذي كان إلى وقت قريب يلعب من دون قلب هجوم صريح منذ رحيل أغويرو. مهاجم السيتي الجديد سيشكل كابوساً لحراس المرمى والمدافعين والمدربين، ووباءً وبلاءً على الكرة الإنكليزية بشكل لم يسبق له مثيل، يتجاوز إثره هدافي الدوري الإنكليزي في القرن الحادي والعشرين، ليصل إلى خمسين هدفاً في جميع مسابقات هذا الموسم على أقل تقدير، ويرفع سقف السجل التهديفي عالياً، يصعب مجاراته أو تحطيمه على المدى القريب، إلا من طرفه نظراً لسنّه الذي لم يتجاوز 22 ربيعاً.
تألُق هالاند تجاوز حدود إنكلترا، بعد أن غطى على تألق ليفاندوفسكي مع البرسا، ونيمار مع سان جرمان، وحتى ساديو مانيه مع البايرن، ويبدو أنه سيتجاوز عدد الأهداف التي سجلها صلاح وهاري كاين في البريميير ليغ، ويتجاوز الجميع في الدوريات الكبرى، لينال جائزة الحذاء الذهبي في نهاية الموسم، في انتظار منافسته على جوائز أفضل لاعب في حال تألق السيتي بدوري الأبطال، ما دام سيغيب عن مونديال قطر مع منتخب بلاده النرويج، الذي لعب له 21 مباراة سجل فيها 20 هدفاً، حيث يُتوقع أن يكون النرويجي قنبلة السنوات الـ10 المقبلة، يُشكّل كابوساً للحراس والمدافعين والمدربين الذين سيتعبون كثيراً لإيجاد السبيل لإيقافه عن التهديف وإيقاف السيتي، رغم تعثره مرتين بالتعادل.
اقرأ أيضاً: بوغبا يعترف: دفعتُ المال لمشعوذ إفريقي
غوارديولا فرّط بغابرييل جيسوس ورحيم ستيرلينغ بعد استقدام هالاند، وكاد يستغني عن برناردو سيلفا، وتراجع عن الاعتماد على رياض محرز في بداية هذا الموسم، مُركّزاً على نجمه الجديد الذي وفّر له كل ظروف التأقلم والنجاح، فكان موفقاً لحد الآن في خيار الاعتماد على ماكينة التهديف والمُمرر الحاسم كيفن دي بروين، بالمقابل اعتبر النرويجي أن مدربه كان السبب الرئيسي الذي حفّزه على الالتحاق بالسيتي دون غيره من الأندية الأوروبية، بما في ذلك الريال وبرشلونة مقابل 62 مليون يورو، في وقت دفعت نوادٍ أخرى مثل ليفربول وتشلسي والمان يونايتد، مبالغ أكبر مقابل لاستقدام لاعبين أقل شأناً وقوة ومهارة من هالاند، الذي لم يستغرق تأقلمه سوى ست مباريات ليصبح جزءاً من منظومة لعب السيتي، وعنصراً مهماً في دوري كبير، خطف الأضواء ممن سبقوه.
حتى ملك النرويج هارلد الخامس حرّك عرشه ما يفعله مواطنه هالاند، فنطق من أوسلو معتبراً إياه "مفخرة الوطن ولاعب كبير سيُشرّف النرويج"، ويكون قدوة للأجيال الصاعدة، يُسعدها كل أسبوع بأهدافه وإنجازاته التي ستفوق من سبقوه، لكن لا أحد يعرف مداها باعتباره لا يزال شاباً بإمكانه أن يتطور ويتحسن أكثر فأكثر، ليُطارد ويُحطم كل الأرقام القياسية التي بدأت تتهاوى، وبدأ معها عشق هواة الكرة لنجم صاعد كان يجب أن يلتحق بالدوري الإنكليزي الممتاز، وبالسيتي بالخصوص رفقة غوارديولا الذي لم يخف إعجابه بلاعبه مثل كل عشاق المستديرة الذين يستمتعون بأهدافه الممتعة.