ميركاتو البارسا لم ينته!!

هل ينجح خوان لابورتا بتسجيل كل صفقات برشلونة الجديدة قبل أيام من بداية الدوري الإسباني؟

الخط

بعد استقدام البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والبرازيلي رافينيا، والدنماركي أندرياس كريستنسن، والإيفواري فرانك كيسييه، وأخيراً المدافع الفرنسي كوندي، يبدو أن البرسا لن يتوقف عند هذا الحد، رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة التي لم تمنع الصحافة الإسبانية من الحديث عن إمكانية عودة ميسي بداية الموسم المقبل، ولم تمنع الإدارة من السعي لأجل انتداب البرتغالي برناردو سيلفا، وسط ميدان المان سيتي، دون الاستغناء عن الهولندي فرانكي دي يونغ، الذي يريد المدرب تشافي الاحتفاظ به، ويسعى الرئيس خوان لابورتا للتخلص منه والاستفادة من أموال بيعه لتمويل صفقاته التي لا يبدو أنها ستتوقف عند هذا الحد، حتى وإن اقتضى الأمر تخفيض رواتب اللاعبين، أو حتى رهن مستقبل النادي من خلال الحصول على أموال مسبقة لعمليات تجارية مستقبلية.


جنون خوان لابورتا بلغ درجة تسريب معلومات لمقربيه وبعض وسائل الإعلام، تُفيد بعودة ليو ميسي إلى البرسا بمجرد نهاية عقده مع باري سان جيرمان، وهو الأمر الذي تم نفيه بسرعة من طرف محيط النجم الأرجنتيني، لكن ذلك لم يمنع وسائل الإعلام العالمية من طرح تساؤلات وعلامات استفهام حول نشاط البرسا في سوق الانتقالات لهذا الموسم، رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة وديونه الكبيرة في الداخل والخارج، والتي دفعت الإدارة إلى رهن جزء من مستقبل الفريق من خلال بيع جزء من حقوق البث التلفزيوني للعشرين السنة المقبلة، للحصول على تسبيقات مالية تسمح بانتداب ليفاندوفسكي من البايرن مقابل 45 مليون يورو، ورافينيا من ليدز يونايتد بمبلغ 55 مليون يورو، في انتظار إتمام صفقة برناردو سيلفا من السيتي، وربما التشيلي ألكسيس سانشيز من إنتر.


قبل أقل من أسبوع على بداية الدوري، وجد الرئيس خوان لابورتا نفسه في مأزق كبير مع الرابطة والاتحاد الأوروبي لتمرير كل الصفقات دون إشكال، ومأزق آخر لا يقل صعوبة ولا خطورة مع اللاعب الهولندي فرانكي دي يونغ، المُتمسك بالبقاء في البرسا، في حين يريد الرئيس الاستغناء عنه والاستفادة من عائدات بيعه لتمويل صفقاته، خاصة وأن راتبه الكبير يشكل عبئاً إضافياً على الفريق، ما دفع إلى التشكيك حتى في قانونية عقده المُوقّع مع الإدارة السابقة للبرسا، حسب تسريبات المقربين من الإدارة، لكن تمسك المدرب تشافي بلاعبه ورغبته في استمراره مع الفريق قد تُغيّر كل المعطيات، رغم استقدام الإيفواري فرانك كيسييه وإمكانية التحاق برناردو سيلفا في الساعات المقبلة، أمام دهشة كبيرة في الأوساط الفنية والمالية.


فنياً، سيجد المدرب تشافي نفسه مطالباً بالتعامل مع أرمادا من اللاعبين الجدد واتخاذ خيارات صعبة، سواء على مستوى الدفاع بعد انضمام كريستنسن وكوندي، أو على مستوى الوسط بالتحاق فرانك كيسييه بالثلاثي غافي وبيدري وفرانكي دي يونغ، وحتى الهجوم بوجود رافينيا وليفاندوفسكي رفقة ديباي وديمبيلي وأوباميانغ، ومجموعة من اللاعبين الشباب الواعدين، الذين منحهم تشافي ثقته الموسم الماضي ولا يريد التفريط بهم، باعتبارهم القاعدة الأساسية لأي مشروع كروي جديد، لنادي مطالب بالعودة إلى الواجهة في أقرب وقت محلياً وأوروبياً، وإحداث توازن بين ضرورة الإنفاق والاستثمار، وضرورة تحقيق النتائج محلياً وأوروبياً، لأن الأمر يتعلق بأحد أعرق وأكبر الفرق الأوروبية والعالمية، التي لا يُمكن أن تغيب عن الواجهة طويلاً.


أما مادياً، فإن الأمر أكثر تعقيداً مع الرابطة والاتحاد الأوروبي وحتى مع اللاعبين في حد ذاتهم، حيث يدور الحديث حول إمكانية تخفيض رواتب اللاعبين لتقليص حجم الإنفاق والتقليل من صدمة العجز المالي الذي يهدد الفريق، في ظل تزايد الضغوطات الجماهيرية والإعلامية وحاجيات الفريق لتحقيق ألقاب تسمح بتزويد الخزينة بالموارد المالية اللازمة لتسيير مؤسسة من حجم البرسا، دخلت نفق الأزمة منذ رحيل ميسي ولن تخرج منها، حتى ولو عاد ميسي حسب تسريبات محيط الرئيس خوان لابورتا، في محاولة لإسكات كل الأصوات التي بدأت تنتقده وتتحامل عليه.


 

للكاتب أيضاً