13/09/2022 - حفيظ دراجي
هل خسر توخيل منصبه بسبب رفضه التعاقد مع رونالدو؟
الخط
بعد إقالة المدير الفني السابق لفريق بورنموث، سكوت باركر، بسبب سوء النتائج، في بداية الدوري الإنكليزي الممتاز، وهي الأولى من نوعها التي تتم في شهر أغسطس منذ 17 عاماً، جاء الدور على مدرب تشلسي السابق، الألماني توماس توخيل، مباشرة بعد الخسارة في الجولة الأولى من مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام دينامو زغرب الكرواتي، بشكل مفاجئ لكثير من المتابعين، ومنتظر في بعض الأوساط الفنية والإعلامية في لندن، على خلفية التوتر الذي اشتعل بين توخيل والإدارة الجديدة، منذ توليها إدارة النادي نهاية الموسم الماضي خلفاً للروسي رومان أبراموفيتش، ليس بسبب النتائج الفنية في الدوري ولا حتى بسبب مجرد خسارة في دور المجموعات لدوري الأبطال. إقالة لا يمكن مقارنتها بإقالة مدرب بورنموث، ولا بإقالات أخرى متوقعة في إنكلترا وبعض الدوريات الأوروبية الأخرى، مطلع موسم بدأته الفرق الكبيرة بشكل عادي، إذا استثنينا فريق ليفربول الذي تعرّض بدوره لهزيمة ثقيلة أمام نابولي.
إقالة توخيل دفعت البعض إلى توقّع المصير عينه ليورغن كلوب إذا لم يتمكن من استدراك الأمور، لكن الكثير من التقارير الإعلامية اعتبرت الأمر غير وارد في ليفربول، الذي يملك تقاليد عريقة في التعامل مع مدربيه، ومع مدربٍ لا يختلف اثنان في الاعتراف بأفضاله على الفريق منذ 2015، وقدرته على إعادة التوازن إلى تشكيلته بعد البداية المتعثرة في الدوري لأسباب موضوعية تتمثل بقوة المنافسين، وأخرى ذاتية تعود إلى هشاشة دفاعه ووسط ميدانه، وتداعيات رحيل أحد هدافيه السنغالي ساديو مانيه، إضافة إلى تراجع مستوى محمد صلاح وعدم تأقلم داروين نونييز، الذي استقدمه ليفربول بـ100 يورو، وهي جميعها عوامل تشفع لكلوب الذي يحظى باحترام وتقدير كبيرين، وشعبية كبيرة، وقبول في أوساط لاعبيه مقارنة بتوخيل، الذي وجد صعوبات في التعامل مع الإدارة وغرف الملابس بسبب تواجد عددٍ كبيرٍ من النجوم.
الكل في تشلسي يُدرك بأن إقالة توخيل كانت جاهزة منذ نهاية الموسم الماضي، عندما تولى الأميركي تود بويلي إدارة النادي وفقد المدرب الألماني سيطرته وصلاحياته، التي كان يتمتع بها في عهد أبراموفيتش، خاصة بعدما استغنى الأميركان عن أقرب مساعديه، ليجد نفسه معزولاً لأول مرة منذ يناير 2021، حيث حصد ثلاث بطولات من أصل خمس نهائيات بلغها في ظرف سنة ونصف، من بينها دوري الأبطال، وكان الأكثر إنفاقاً في سوق الانتقالات، بما في ذلك في المركاتو الصيفي الماضي، الذي كلّف النادي 320 مليون يورو، لكن مع ذلك، اشتكى توخيل من استقدامات غير متوازنة لا تناسب احتياجاته، في إشارة إلى أنه لم يُشرف عليها بشكل مباشر، مثلما كان عليه الحال في عهد الروسي أبراموفيتش، ما زاد من توتر العلاقة بينه وبين الإدارة، وتسريع رحيله.
مصادر إعلامية متطابقة من داخل صحيفتي تيليغراف البريطانية وبيلد الألمانية، كشفت بدورها عن معلومات تفيد بأن المالك الجديد للنادي لم يتقبل رفض توخيل استقدام رونالدو في المركاتو الصيفي، ما اعتبره الرئيس خسارة تجارية وتسويقية كبيرة، خاصة وأنه قاد المفاوضات بنفسه مع وكيل أعمال النجم البرتغالي، وتوصّل إلى اتفاق معه، قبل أن يستعمل المدرب الألماني حق الفيتو ويرفضه، لأنه لا يدخل في إطار منظومة لعبه حسب تبريراته، وهو الأمر الذي قاد بويلي إلى استعمال صلاحياته بدوره وإقالة توخيل وتعيين غراهام بوتر مدرباً جديداً، ما يوحي بأن النيّة كانت مُبيّتة منذ مدة، وخسارة زغرب كانت مجرد حجّة، وهناك من ذهب إلى الحديث عن تورط عدد من اللاعبين الذين تواطأوا مع الإدارة الجديدة، ليس من أجل إنقاذ الفريق، لكن للإطاحة بمدرب صار يزعجهم، رغم تحقيقه ألقاباً عديدة في ظرف وجيز، وصناعته لاسم يسمح له بالعودة إلى الواجهة في أقرب وقت، خاصة وأن قائمة المدربين الذين سيلقون المصير عينه ستتوسع دون شك في إنكلترا بالخصوص، ويعود إثرها توخيل إلى كرسي المدربين.