هل ستعود الحرب بين سان جرمان والريال؟

البداية كانت عندما أعلن بيريز رفقة أنييلي إطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي عارضه بشدّة ناصر الخليفي والاتحاد الأوروبي

الخط

يواصل نادي باري سان جرمان الفرنسي صناعة الحدث في وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، من خلال ما يُثار من كلام حول رئيسه ومديره الرياضي ونجومه الثلاثة مبابيه ونيمار وميسي، في سيناريو يعتقد البعض بأنه مُوجّه ومقصود، يهدف إلى زعزعة استقرار الفريق من الداخل والخارج، تارة بالحديث عن عودة ميسي إلى البرسا نهاية الموسم، وتارة أخرى من خلال إثارة موضوع مبابيه مع نيمار، ورغبة الدولي الفرنسي في الرحيل خلال المركاتو الشتوي إلى الريال، الذي اضطر لتسريب خبر عدم اهتمامه به على الأقل في الوقت الراهن، في حين بلغ التشويش على البي أس جي درجة الحديث مجدداً عن عودة الاتصالات بين إدارة الفريق والنجم زين الدين زيدان، للإشراف على الجهاز الفني للفريق شهر يناير المقبل، علماً أن عقد كريستوف غالتييه يمتد لثلاثة مواسم، والفريق لم يخسر حتى الآن في جميع مبارياته.


كل شيء بين الريال والبي أس جي بدأ في أبريل 2021، عندما أعلن فلورنتينو بيريز رفقة رئيس يوفنتوس، أندريا أنييلي، إطلاق مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي عارضه بشدّة ناصر الخليفي والاتحاد الأوروبي، ليستمر الصدام بسبب ملف مبابيه، الذي كان يريد الريال خطفه الصيف الماضي، لكنه لم يستطع رغم أن اللاعب كان حراً، ليعود من جديد الاستثمار في التسريبات التي تحدثت عن غضب اللاعب من إدارة النادي الباريسي، لأنها لم تف بالتزاماتها معه حسب ما تداولته بعض وسائل الإعلام، خاصة في ما يتعلّق بمطالبه بضرورة الاستغناء عن نيمار في أقرب وقت، وهو ما دفع المحللين والمتابعين إلى توجيه أصابع الاتهام مجدداً إلى إدارة الريال، التي اضطرت بدورها إلى تسريب خبر  نفيها الاهتمام بالدولي الفرنسي، على الأقل في الوقت الراهن.


بعض وسائل الإعلام الفرنسية تحدّثت عن ندم يشعر به اللاعب إثر تجديد عقده مع فريقه منذ خمسة أشهر، دون استجابة الإدارة لكل شروطه، وتداولت خبر رغبته الرحيل في المركاتو الشتوي، مما اضطرّ المدير الرياضي لويس كامبوس إلى نفي الخبر، بينما تناولت وسائل إعلام إسبانية الانقسام السائد في الأوساط المدريدية، بين رغبة فنية وإدارية لا ترفض لاعب من حجم مبابيه، ورفض جماهيري واسع للصفقة، بسبب تلاعبه بمشاعر المدريديين قبل خمسة أشهر، عندما جدّد عقده بعد أن كان قريباً من الملكي، في وقت يعتقد الكثير من المتابعين بأن إدارة الريال لا تملك 200 مليون يورو ثمن الصفقة في الوقت الراهن، وتتخوّف في الوقت عينه من دخول ليفربول على الخط لخطف الجوهرة الكروية الفرنسية، في حال أصرّ على الرحيل ووافقت إدارة البي أس جي على ذلك، وهو الأمر المستبعد جداً.


الكلام عن شؤون البي أس جي في وسائل الإعلام هذه الأيام لم يقتصر على مبابيه، بل تعدّاه إلى ميسي، من خلال تسريب أخبار عن عودته إلى البرسا نهاية الموسم، وأخبار أخرى عن رغبة إدارة البي أس جي التعاقد مع زيدان مدرب للفريق ابتداءً من يناير المقبل، في محاولة للتأثير على المدرب كريستوف غالتييه المرتبط بعقد مع النادي الباريسي يمتد حتى 2025، كما لم يسلم المدير الرياضي لويس كامبوس من الإشاعات التي تحدثت عن قرب رحيله بسبب خلافه مع رئيس النادي ناصر الخليفي، الذي يتعرّض بدوره لهجمات من بعض الصحافيين الفرنسيين الذين يتهمونه أحياناً بالتدخل في كل شيء، وأحياناً أخرى بالابتعاد عن شؤون الفريق، ويخوضون بموازاة ذلك حملة تشويش ضد احتضان قطر مونديال 2022، في وقت ينفرد البي أس جي بريادة الدوري دون خسارة، وصدارة مجموعته في دوري الأبطال الذي يسعى لتحقيقه منذ سنوات.


الأكيد أن كل السيناريوهات تصبّ في إطار حرب خفية متواصلة بين فلورنتينو بيريز وناصر الخليفي، سيكون فيها للميدان الكلمة الختامية عندما يلتقيان في دوري الأبطال، لأن رحيل مبابيه من عدمه يبقى سابقاً لأوانه في الظرف الراهن قبل اقتراب موعد نهاية عقده، حتى ولو كان الريال بحاجة إلى خليفة بنزيما لسنوات مقبلة، كما أن مبابيه صار يُشكّل وجع رأس للفريق الباريسي لو صدقت التسريبات التي تتحدث عن عدم رضاه على الإدارة ورغبته في الرحيل بعد خمسة أشهر من تجديد عقده، في وقت يتألق فيه نيمار وميسي بشكل لافت منذ بداية الموسم.
 

للكاتب أيضاً