هل سيكون موسم أرسنال في إنكلترا؟

هل يحقق أرسنال لقب دوري غائب عن خزائنه منذ أكثر من 18 عاماً؟

الخط

لأول مرة منذ موسم 2004-2005، يُحقق أرسنال أربعة انتصارات متتالية في بداية الموسم، بعد أن كان الموسم الماضي في المركز الأخير بثلاث هزائم متتالية، لينفرد بصدارة ترتيب الدوري ويثير تساؤلات حول قدرته على الاستمرار ومنافسة الكبار على اللقب الذي يفرّ منه منذ 18 عاماً، فسح إثره المجال للمان يونايتد، والسيتي، وتشلسي، ودفع إثره ثمن رحيل مدربه أرسن فينغر وانعدام الاستقرار على المستوى الفني، إلى غاية مجيء المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا في ديسمبر 2019، بفلسفة غوارديولا الذي عمل معه مساعداً في السيتي لثلاثة مواسم فاز معه بعديد الألقاب المحلية، مما ساعده على إعادة تشكيل فريق تنافسي يملك روحاً عالية، رغم معدل عمره الذي لم يتجاوز 23 عاماً الموسم الماضي، صار أكثر نضجاً هذا الموسم، وأكثر قدرة على منافسة السيتي، وليفربول وتشيلسي.


 
بوادر التألق ظهرت في تحضيرات بداية الموسم التي حقق فيها الفريق خمسة انتصارات في خمس مباريات ودية، سجّل فيها 20 هدفاً، من بينها أربعة أمام تشلسي، وستة على حساب إشبيلية، مما بعث الثقة في نفوس اللاعبين الشباب الذين تدعّموا بخبرة البرازيلي غابرييل جيسوس والأوكراني أولكسندر زينشينكو، بعد أن كان معدل عمر التشكيلة 23 عاماً الموسم الماضي، ففاز بسهولة على كريستال بالاس، وليستر وبورنموث، لكن بصعوبة على فولهام في الجولة الرابعة، في مباراة أظهر فيها لاعبوه قوة ذهنية وروحاً عالية سمحت له بتحقيق الفوز في الدقائق الأخيرة ومواصلة مشوار تسعة انتصارات متتالية باحتساب المباريات الودية، مما جعل كل المحللين يتوقعون موسماً متميزاً للفريق اللندني، يزيد من حجم الإثارة في الدوري الأقوى في أوروبا.

 

اقرأ أيضاً: لاعب إيطالي مُتهم بجريمة قتل.. ما القصة؟


أرتيتا كان له دور كبير في المستوى الذي ظهر به الفريق نهاية الموسم الماضي وبداية هذا الموسم، بفضل فلسفته الكروية التي لا تختلف تماماً عن فكر غوارديولا الذي عمل معه مساعداً لسنوات، لدرجة صار يملك نفس نمط اللعب والاستحواذ والانتشار فوق أرضية الميدان وكيفية خلق المساحات وفرص التسجيل، التي مكّنته من تسجيل 20 هدفاً في المباريات التحضيرية الخمسة، وأحد عشر هدفاً في أربع مباريات رسمية في الدوري، وتقديم مستويات مثيرة ومختلفة عن الموسم الماضي على جميع المستويات الفنية والنفسية والتكتيكية، التي يعود فيها الفضل للمدرب الشاب الذي استفاد كثيراً من تجربته في السيتي، وخبرته السابقة كلاعب في إيفرتون وأرسنال بين 2005 و2016، إضافة إلى تجربته كمدرب في السيتي، لدرجة جعلت المتتبعين يتوقعون له مستقبلاً كبيراً.


صحيح أن أرسنال لم يواجه كبار الدوري الإنكليزي مثلما حدث له بداية الموسم الماضي عندما واجه السيتي وتشلسي، لكن كل المؤشرات توحي بأنه سيظهر بوجه مختلف عن المواسم الماضية، يُضفي على الدوري نكهة خاصة، ويسمح لعشاقه باستعادة الأمل في رؤية فريقهم ينافس على البطولات المحلية ومسابقة الدوري الأوروبي، والتواجد على الأقل ضمن الأربعة الكبار للعودة إلى مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل، لذلك يجب انتظار المقبلة المتتالية أمام المان يونايتد، وتوتنهام وليفربول، والتي على أساسها يمكن تقييم مدى قدرته على المقاومة والمنافسة على اللقب، ولو أن الحكم يبقى سابقاً لأوانه بعد أربع جولات فقط من انطلاقة الدوري، في موسم سيتوقف على غير العادة لأكثر من شهر بمناسبة مونديال قطر، مما يستدعي إجراءات وتحضيرات خاصة، سواء للاعبين المشاركين أو المعفيين بسبب غياب منتخباتهم.


أرتيتا يدرك ذلك جيداً، ويعلم بأن الدوري لا يُحسم في الجولات الأولى، لكن النتائج المسجلة لا يمكن رفضها، ولا إنكار تأثيرها الإيجابي على المعنويات وباقي الجولات التي يطمح فيها إلى استعادة مجد ضائع وسط منافسة شرسة.
 

للكاتب أيضاً