هل يفتح رونالدو أبواب السعودية لغيره؟

الخط

لا يزال انتقال كريستيانو رونالدو الى الدوري السعودي يثير التعليقات وردود الفعل حول مصير الأسطورة ، وتداعيات انتقاله على الكرة السعودية ، وعلى غيره من نجوم الكرة الذين قد يفتح لهم رونالدو الأبواب ليلتحقوا بأحد أفضل الدوريات العربية والآسيوية ، في ظل التحولات التي تشهدها المملكة منذ سنوات على جميع الأصعدة ، بما في ذلك الفنية الثقافية والرياضية ، والتي تجعل منها قبلة للنجوم والمشاهير، والإستثمارات بمختلف أشكالها، ما يسمح لها بخوض تجارب أخرى تستقطب رؤوس أموال تساعد على تحقيق مشاريع كبرى من خلال بناء مرافق رياضية كبرى وبُنى تحتية متطورة تقود الى تنظيم أحداث رياضية كبرى على غرار كأس العالم 2030 أو 2034 ، التي ستكون غاية و وسيلة لتحقيق نهضة تنموية كبيرة كتلك التي حدثت في قطر بمناسبة احتضانها لمونديال 2022.


البعض يعتقد أن رونالدو انتهى برحيله عن أوروبا الى النصر السعودي، لكن نهايته تشكل بداية جديدة للكرة السعودية ، إذا سلمنا بصحة المعادلة التي أنفق من أجلها السعوديون 450 مليون يورو لمدة ثلاثين شهرا مع رونالدو لوحده، تشكل نقطة تحول كبرى لرونالدو وللسعودية، حيث يخوض النجم البرتغالي تجربة جديدة يقترب من خلالها من عشاقه في أسيا والوطن العربي، يساهم في مرافقة اللاعبين السعوديين على معانقة أحلامهم وتحقيق طموحاتهم ، ويدخل الكرة السعودية عهداً جديداً، يفتح الأبواب لمشاريع كروية ورياضية أخرى تساهم في تغيير الصورة النمطية لبلد ارتبط اسمه في أوروبا بالحج والعمرة، والاسلام كدين رجعي معادي للحداثة والعصرنة والفن والثقافة والممارسة الرياضية، وكل مظاهر الحياة التي يعيشها الغرب.


السعوديون يعتبرون توقيع رونالدو في النصر اشارة قوية لتغيير تلك الصورة النمطية، تشكل تحدياً جديداً، ملهماً للأجيال الصاعدة، يستقطب أنظار العالم كله، ويشجع نجوم آخرين على الإلتحاق بالدوري السعودي للإستثمار في تواجدهم من كل الجوانب المعنوية، الفنية والتجارية من خلال عقود الرعاية المرافقة للصفقة ، وكذا تشجيع نجوم أخرين على الالتحاق برونالدو، حيث بدأ التفكير في ميسي ، وراموس، وكذا لوكا مودريتش الذي تلقى بدوره عرضا من نادي النصر، في انتظار دخول الهلال في اتصالات لاستقطاب أسماء أخر كبيرة للتسويق للدوري السعودي والمملكة العربية السعودية ، في سيناريو يبدو مهيأ من قبل السلطات السعودية حتى في تشريعاتها والتسهيلات التي صارت توفرها للزوار  الأجانب من السياح والمستثمرين.


الأكيد أن رونالدو لم يعد رونالدو الريال واليوفي والمان، وحتى البرتغال الذي فشل معه في الفوز بكأس العالم الأخيرة ، لكن المملكة السعودية لم تعد مع الوقت ذلك البلد المغلق في نظر البعض، على الأقل من بوابة الرياضة التي كانت بدورها وسيلة الجارة قطر نحو تحقيق نهضة كبيرة بعد تنظيمها كأس العالم 2022 ، التي جعلت منها قدوة وعبرة لغيرها من الدول النامية التي استثمرت في مواردها المالية، وقدرات أبنائها لبناء ذاتها وتحقيق طموحات شعبها، حتى ولو كان من خلال استقطاب الأسماء الكبيرة التي كانت سفيرة قطر لسنوات ، سوقت للعهد الجديد ، ومهدت الطريق للمملكة السعودية التي فضلت بوابة الأسماء الكروية اللامعة حاليا ، لذلك ينتظر أن تتحول خلال الفترة القادمة الى قبلة النجوم الكبار من اللاعبين الحاليين.


التكاليف ستكون كبيرة والجهد أكبر دون شك، لكن تحسين الصورة وبناء السمعة وتجسيد المشاريع الكبرى ، هو أمر مكلف ، يجب تجاوزه عندما يتعلق الأمر بمصلحة بلد من حجم السعودية مطالب بأن ينفق حتى يكسب في استثماراته ويحقق أهدافه من بوابة الكرة والرياضة، التي لم تعد مجرد لعبة أو غاية ، بل وسيلة يجب استغلالها حتى ولو كان باستقدام رونالدو وميسي وراموس ومودريتش وغيرهم.      
 

للكاتب أيضاً