بين جودت شاكر وهاشم حيدر
3/04/2024 -
الخط
اعترض رئيس اتحاد كرة القدم في لبنان هاشم حيدر، على تكريم رئيس اتحاد الشطرنج، الأمين العام للجنة الأولمبية اللبنانية جودت شاكر، وذلك خلال حفل أقيم قبل أيام.
طبعاً، فإن شاكر وقبل كل شيء قامة رياضية لا تحتاج الى صفة أو تعريف، والقاصي والداني يعرف من هو والقاعات والملاعب شاهدة عليه لأكثر من نصف قرن، وهو أعطى ولم يأخذ من الرياضة في لبنان، وفيها قدّم عمره أياماً وليال، سواء في النادي الرياضي وبكرة السلة وغيرها من الألعاب أو في الاتحادات التي واكبها وأفنى فيها حياته. جودت شاكر وفخامة الإسم تكفي، حاضر في وجدان الرياضيين في لبنان من أقصى عكار الى أقصى قرى الجنوب ومن منارة بيروت الى عمق البقاع، يجد ترحاباً أينما حلّ، قلّ أن يحظى به أحد في لبنان، وهو ربما ما أثار غيرة البعض منه.
وشاكر، الذي كما خدم الرياضة اللبنانية محلياً، شرّفها خارجياً بكل المناصب التي شغلها، وهو أعطى صورة ناصعة عن الإداريين اللبنانيين عزيزي النفس، من غير اللاهثين والمنتفعين وماسحي الجوخ.
الرياضة اللبنانية تشرّفت مؤخراً بانتخاب شاكر لمنصب الأمانة العامة، وهو منصب استحقه عن جدارة بعد مسيرته الطويلة والناصعة في الرياضة اللبنانية، ويكفي أن يشاهد المرء الحفاوة التي استقبل فيها شاكر في جلسة انتخابه من كل الاتحادات التي أبدت كل محبة واحترام وتقدير لشاكر الذي يستحق بجدارة أن يقال عنه "قامة رياضية" وليس لطوله فقط، وهي ربما عقدة لدى البعض، بل لحضوره وشخصيته التي أسرت القلوب بتواضعها وقربها من الناس، ولم يعرف عنه يوماً عجرفة جعلت الناس تنفر منه.
اعترض حيدر على تكريم جودت شاكر بصفته أميناً عاماً للجنة الأولمبية اللبنانية، على الرغم من انتخابه من غالبية الاتحادات الرياضية وبجلسة شرعية وباعتراف من اللجنة الأولمبية الدولية، وبإمكان حيدر زيارة موقعها على شبكة الانترنت للتحقق من ذلك.
حقيقة، كان مستغرباً هذا الاعتراض، بعدما ظننا أن حيدر قد طوى صفحة طرده من اللجنة الأولمبية اللبنانية، نتيجة للمخالفات التي ارتكبها، بعدما أمضى سنوات في جنتها، قدّم فيها للرياضة في لبنان ما قدّمه لكرة القدم بعهده، فساءه أن ينادى شاكر بالأمين العام، الذي انتخب بدلاً من صديقه والذي لقي المصير عينه حسان رستم رئيس الاتحاد اللبناني للتجذيف.
طبعاً لم يختلف الأمر بالنسبة لحيدر بوجوده في اللجنة الأولمبية، عن عدمه، وإن كان لديه ما يقدمه بعد في الرياضة بعد فليذخر به لاتحاده، لأنه أحوج ما يكون للإهتمام والرعاية، اللهم إلا إذا كان ينوي تعميم تجربته في الاتحاد اللبناني لكرة القدم بعد 23 سنة، على سائر الألعاب والاتحادات من خلال وجوده في اللجنة الأولمبية، وهو ما يجب منعه بأي شكل من الأشكال، حماية لأجيال مقبلة من الرياضيين.
ربما أكثر ما يفتقده حيدر هذه الأيام من طرده من الأولمبية هو تعليق وسام الدوائر الأولمبية المذهّب على ياقة جاكيتته والذي كان يرافقه بحلّه وترحاله، وربما أثناء نومه، من يعلم.