تقنية الفيديو تزيد الشكوك حول التلاعب بالنتائج!! ..

27/03/2024 -

الخط

 

كل من يتابع مباريات كرة القدم العالمية، وحتى الآسيوية والعربية المتطورة، يشعر بالإرتياح لوجود من يُنصف فريقه في حال كان هناك قراراً خاطئاً من قبل الحكم، فمقولة "الحكم سيد الملعب" لم تعد تفرض نفسها على المستطيل الأخضر، بل بات هناك سلطة أقوى تتمثّل بتقنية "فيديو الحكم المساعد"، التي صحّحت أخطاء الحكام في العالم ينسبة 90 بالمئة على الأقل، الا عندنا في لبنان، يبدو أنها بدأت تُربك حكامنا وتدفعهم الى ارتكاب الأخطاء، عدا عن العيوب الكثيرة المرافقة لاستخدامها..
قبل الـ "VAR"، وعلى مدى سنوات طويلة، كانت الشكوك تحوم حول القرارات التحكيمية، والشبهات التي تلف الأخطاء، التي قليلاً ما كان يتم وضعها في خانة الأخطاء البشرية، خصوصاً اذا ما كانت مؤثرة في المنافسة على صعيد اللقب أو الهرب من الهبوط، وخصوصاً في الأخيرة، التي لا يكاد يمرّ موسم الا ونرى انتقادات للأداء التحكيمي، والمؤامرات التي تُحاك ضدّ هذا الفريق أو ذاك، لإسقاطه الى درجة أدنى.

 

"VAR" على الطريقة اللبنانية
اليوم بات لدى الدوري اللبناني "VAR"، الأمر الذي كان يُفترض به أن يبعث الراحة في نفوس إدارات الأندية وأجهزتها الفنية ولاعبيها وجماهيرها، ولكن الصدمة، أنه بعد أسبوعين فقط من دخوله عالم كرة القدم اللبنانية، "تلبنن"، وبات يتسبّب بأخطاء، تربك من كان "سيد الملعب"، الذي كان يأخذ قراراته خلال نصف ثانية، فبات يأخذها بعد مرور 6 أو 7 دقائق وفي حدٍ أدنى 3 دقائق. ربّما هو المعدّل الأعلى لوقت مشاهدة الحالات المشكوك بصحتها في تاريخ "التقنية" منذ دخولها عالم كرة القدم.
على العموم، المشكلة ليست في الوقت الذي يستغرقه الحكم في مشاهدته للحالة، بل في اتخاذه قراراً خاطئاً، ليس من "صناعته" وحده إنما من قبل أشخاص عدة يتمركزون خلف شاشات، تسمح لهم بمشاهدة الحالات من زوايا عدة، فلماذا تمّت الإعادة من زاوية واحدة فقط في مباراة شباب الساحل والحكمة، والتي تدخّل فيها حكام الـ "VAR"، لطرد مهاجم الساحل صمود قادري، على الرغم من أن الحكم المساعد كان قريباً من الحالة، والحكم الرئيسي هادي سلامة أعلن عن خطأ، لصالح الحكمة من دون حتى توجيه إنذار لقادري، وقبل تنفيذ الركلة تم استدعاء سلامة الى الـ "VAR" لمشاهدة الحالة التي لم يتم عرضها على الشاشة للمشاهدين مثلما يحصل في كل دول العالم، ما يجعل نظرية المؤامرة "حيّة تُرزق" في زمن التكنولوجيا، وتسخير الأخيرة لجعل عمليات التلاعب محمية بقوانين الـ "VAR" غير المطبقة بحذافيرها.
حالة طرد ثانية، شهدتها المباراة عينها، وكانت أيضاً من نصيب لاعب شباب الساحل على الفضل الذي تدخّل لقطع احدى الكرات على بعد مترين فقط من أنظار الحكم سلامة، الذي عاد لتقنية حكم الفيديو المساعد بعد استدعائه أيضاً، وهنا زادت الشكوك أيضاً، بأن الأيادي الخفية التي تلعب بمصائر الأندية لا تزال موجودة في اللعبة.

 

دبوق: مطلوب VAR على الـ VAR 
رئيس نادي شباب الساحل علّق ساخراً على طرد لاعبين من فريقه أثناء المواجهة مع الحكمة، وكتب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل "فايسبوك": صديقي أقترح إقتراح، إنو يكون في VAR على الـ VAR"، وفي تعليق ثانٍ "الفاجر بياكل مال التاجر".
كلام دبوق يدلّ بوضوح على الظلم الذي تعرّض له شباب الساحل، وفي تعليق ثالث كتب: "مع VAR وبلا VAR نفس الشي، صارت بكرافات هلأ!".
 
غندور: الـ VAR" حافظ مش فاهم
الحكم الدولي السابق رضوان غندور، تساءل عن: "سبب استقدام الـ "VAR"، أليس لتعزيز الثقة بالتحكيم ولمزيد من الشفافية" .. وتابع: "ما نراه هو ضرب للتحكيم وتعتيم وليس شفافية" .. "من حق الأندية والجمهور أن يُشاهدوا نقلاً صحيحاً ولقطات وإعادات لكل هدف وركلة جزاء وتسلل وكل حالة مشكوك فيها وكل تحقق وكل مراجعة عبر الشاشة".
وتحدّى غندور أن يتم عرض المحادثة التي تحصل بين حكام الـ "VAR" والحكم الرئيسي خلال النقل المباشر". علماً أن رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق قال ان ناديه سيطلب المحادثات التي حصلت بين الحكم وحكام تقنية الفيديو.
إشارة الى أن إعادة الحالات التي يطلبها حكام لعبة كرة السلة، يشاهدها الجميع من مختلف الزوايا ويسمع المشاهدون الحديث الدائر بين الحكم ومخرج النقل المباشر، وفي ذلك قمة الشفافية.
بالنسبة الى حالة طرد مهاجم شباب الساحل سخر غندور قائلاً: الـ VAR" حافظ مش فاهم، هذه الحالة لا يجب أن يتدخل فيها الـ "VAR" لأنها ليست من اختصاصه، ليس هناك لعب عنيف ولا استخدام قوة مفرطة، والحكم أمر باستمرار اللعب، لذلك عليك كحكم فيديو، أن تتحقق من الحالة وتدعم قرار الحكم، لأن الانذارات ليس من اختصاصك ، ويجب عرض الحالة من من زوايا عدة غير التي شاهدها الحكم لاقناعه بتغيير قراره، وهذه الشروط غير متوفرة بالحالة، فتح (اللاعب) ذراعه وارتطم بمدافع الحكمة "راسمالها" تهور وانذار ليس أكثر" .. واضاف: "لا يوجد حركة ثانية بالذراع قبل الوصول للمنافس".
وقال: "عرض الحالة بهكذا طريقة قصيرة ومختصرة ومكررة، هو اما تضليل واما جهل، لا يمكن الحُكم على حالة تحكيمية هكذا"... واضاف: "نعم بحاجة احياناً للتقريب والعرض البطيء ولكن لا نغفل أساس الحالة: المسافة، وضع اللاعبيّن،الارتقاء، العين على الكرة، ولحظة الاحتكاك بالسرعة العادية والطبيعية"... "لم يستخدم المهاجم المرفق او الكوع للضرب بقوة مفرطة، لان الضرب بقوة وعنف يحتاج عادة الى حركة اضافية قبل الاحتكاك مباشرة".
 
منصور: أين الضرب بالكوع؟ 
أما الحكم الدولي السابق محمد منصور، اعتبر أنه لا يمكن لأحد الرؤية بوضوح في هذه الإعادة وفي هذا التصوير"، متسائلاً: أين الضرب بالكوع؟ اللقطة غير واضحة، والغريب أن الحكم في البداية لم يرفع حتى البطاقة الصفراء، والحكم المساعد الثاني قريب جدا وشاهد الحالة... لماذا لم يتدخل، حتى يتدخل حكم الفيديو"...
وبالنسبة الى حالة طرد لاعب شباب الساحل علي الفضل، أعتبر منصور أنها "كارثة"، مشيراً الى أن الحكم كان قريباً لمسافة مترين من الحالة وشاهد الحالة، ومن ثم عاد الى تقنية الـ VAR"، متسائلاً: "اين نقطة الإلتحام"، وتابع: "بغض النظر عن القرار... لكن ان يكون الحكم قريباً جدا وشاهد الحالة... ومن ثم يُستدعى لمشاهدتها... معنى ذلك انه ليس لديه شجاعة بقراره".
 

آخر أصدار

Avatar
العدد رقم 467
المسلم لـ"سوبر1": لبنان احتفظ بموقعه في الأولمبي الاسيوي
11/09/2024

مقالات

أخبار ذات صلة