مخالفات اتحاد الملاكمة تهدّد انتخاباته

7/01/2025 -

الخط

 

يبدو أن الحركة الاعتراضية التي يخوضها عدد من الأندية الفاعلة في لعبة الملاكمة في لبنان، في وجه إدارة الاتحاد التي أوصلت اللعبة الى حد الاندثار، تتجه الى مزيد من التصعيد ولاتخاذ منحى قد يطيح ببطولة لبنان التي أنجزت قبل ثلاثة أسابيع، كما ويطيح بالانتخابات الاتحادية المنتظرة. 
هذا الوضع يبدو أنه السبب خلف سلوك رئيس الاتحاد محمود حطاب، الذي بحسب الإداريين والرياضيين الذين منعهم من المشاركة في بطولة لبنان، وصل حد مستغرب من الصراخ الهستيري. 
فحطاب القاعد في منصبه على رأس رياضة الملاكمة في لبنان منذ عشرين عاماً، يسعى لولاية انتخابية سادسة على التوالي، الا ان اعتراضات الأندية عليه التي وصلت الى حد قد تطيح به، جعلته يعمل لتفصيل جمعية عمومية انتخابية على مقاسه، يستبعد منها ثلاثة أندية حتى تكون الغلبة في الانتخابات لمجموعة الأندية التي يقودها. 
أولى المخالفات لبديهيات العمل الإداري، أن الاتحاد قرر تأجيل الانتخابات من كانون الأول الماضي الى 23 كانون الثاني الجاري، بعد قرار الوزارة بضرورة اجراء البطولات لعام 2024، قبل الدعوة الى الانتخابات، بعد قرار وقف اطلاق النار عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان. 
الا ان حطاب، أقفل باب الترشح قبل موعد البطولة، وحدد موعد جديد للانتخابات بعد البطولة، ومعلوم أن ارتباط الانتخابات بالبطولات المحلية هو من أجل تحديد من يحق لهم المشاركة في الانتخابات، ترشيحاً وتصويتاً، فكيف يُقفل باب الترشيح قبل إقامة البطولة؟ 
جمعية عمومية انتخابية "عالقياس" 
مخالفة أخرى أقدم عليها حطاب، وهي بمنعه ثلاثة أندية من المشاركة ببطولة لبنان لعام 2024 التي أقيمت في 21 و22 كانون الأول الماضي في قاعة الاتحاد في مدينة كميل شمعون الرياضية، بحجة أن الأندية المذكورة لم تشارك في بطولة عام 2023. وبحسب النظام فإن للنادي الحق في عدم المشاركة في بطولة لموسم واحد، وفي حال تكرر الامر يشطب النادي من اتحاد اللعبة، وبما أن الأندية الثلاثة التي منعت من المشاركة وهي الفتيان صيدا واللواء صيدا وBBC لم تشطب يعني أن من حقها المشاركة في بطولة 2024، الا ان حطاب منع الملاكمين ومدربيهم من المشاركة في البطولة وطردهم من القاعة وسط صراخه الهستيري، ليعودوا ادراجهم ويركبوا الحافلات التي اقلتهم الى بيروت دون أن يمارسوا رياضتهم.
فكيف يعقل أن رئيس اتحاد أي رياضة، يشاهد رياضيين يريدون المشاركة في الرياضة التي يديرها، ويطاوعه قلبه وعقله على منعهم من ذلك، أي كانت الأسباب والمبررات؟ 
أنتم أيها السادة، يا رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية موجودون في مراكزكم، لنتشيط هذه الرياضات وتوسعة قاعدة المشاركين فيها، وصقلهم وتنشئتهم للوصول الى أعلى المراكز، وهذه الاتحادات هي لممارسة الرياضة قبل كل شيء وقبل عدّ الأصوات، وقبل خوض المعارك الانتخابية.  
نادي الفتيان صيدا، أحد الأندية الممنوعة من المشاركة في البطولة، يؤكد على لسان مدربه محمد المصري، أن النادي لم يشارك في بطولة عام 2023، احتجاجا ًواعتراضاً على عمل الاتحاد، إلا انه يؤكد في الوقت عينه أن النادي شارك في بطولة عام 2022، والمراسلات مع الاتحاد تؤكد ذلك، الا ان الفضيحة أن الاتحاد لم يزود الوزارة بنتائج البطولة بعد ارسال الأسماء اليها. ويؤكد المصري ان النادي يملك ما يؤكد مشاركته في بطولة عام 2022، وأن من حقه المشاركة في بطولة 2024، وأن قرار رئيس الاتحاد هو ظلم وتعدٍ صارخ على الأنظمة والقوانين وان النادي لن يتوانى عن تحصيل حقه. 
مخالفات في البطولة 
أما الطامة الكبرى فكانت في البطولة التي اجراها حطاب "سلق" بمن حضر، وقيل بحسب الأندية انه استعان بأحد أصدقائه في أحد اتحادات الألعاب القتالية لمد البطولة بلاعبين من رياضات قتالية أخرى، وهو أمر ممنوع بحسب اللوائح، أضافة الى مخالفات بالجملة فيما يتعلق بالاوزان والفئات وتعيين الحكام، وقد جرى جمعها في تقرير مفصل سيكون محل مراجعة في الأيام المقبلة للطعن في البطولة. 
ويبدو أن تحرك الأندية تجاه وزير الشباب والرياضة والمديرية العامة، على الرغم من مراجعتين أجريتا مع الوزارة، لن يجدي نفعاً على الرغم من الوعود التي تلقوها، حيث اعتبر مصدر مطلع من الأندية المعترضة، "أن الوزارة للأسف تحوّلت في هذه الأيام الى ماكينة انتخابية تحاول الحد من الخسائر المتلاحقة التي يتلقاها أحد الأطراف، وهناك العديد من الإشارات التي رصدت، ومنها استخدام النفوذ للتأثير على الأندية، والاتصال بأندية معنية بانتخابات اتحادية من أرقام الوزارة (!)، الا ان ذلك لن يغير في الواقع شيء، وان التحرك مستمر وسيسلك كل الطرق المتاحة قانوناً لتصحيح الوضع وإنقاذ اللعبة من الواقع الذي تعيش به، ولن ينجح الحطاب بالاستناد الى الأندية الوهمية التي يتكىء عليها، بتخليده في مركزه الذي يشغله منذ أكثر من عشرين عاماً، اقتضاءاً بصديق يشاطره الشره عينه لحب المناصب، فيما الرياضيون في اللعبتين يدفعون الثمن نفسه".
 

أخبار ذات صلة