كأس العالم 2030 .. بين السعودية والمغرب ومصر ؟

الخط

بعد أن خسر ملف استضافة مونديال 2026 لصالح الثلاثي اميركا والمكسيك وكندا، تجدّدت آمال المغرب في احتضان نهائيات كأس العالم 2030 مناصفة رفقة اسبانيا والبرتغال بدلاً من أوكرانيا التي يبقى ترشّحها معلقاً بنتائج التحقيقات في تهم فساد رئيسه بالرشوة وغسيل الأموال، وذلك في مواجهة ملفين آخرَين تكون فيه السعودية طرفاً في واحد منهما رفقة اليونان وتركيا وربما مصر، وكذلك ملف أميركا الجنوبية المشترك بين أوروغواي والأرجنتين وباراغواي وتشيلي، ما يعزّز حظوظ مشاركة احدى البلدان العربية في تنظيم نهائيات كأس العالم بعد عشر سنوات من نجاح قطر، خاصة بعد أن كشفت مؤخرا صحيفة "أس" الإسبانية عن فكرة دخول ضيف جديد على الملف الايبيري المشترك بين البرتغال واسبانيا، والذي يبقى متوقفاً على معطيات أخرى ذاتية وموضوعية ..


الصحيفة قالت أن قضية إدماج المغرب في الملف الأوروبي ستتم دراستها في الأسابيع القليلة المقبلة إذا تأكد إقصاء أوكرانيا خوفا من تلويث الملف الأوروبي، علما أن الأمر كان مطروحاً سابقا لكن الاتحادين الأوروبي والدولي كانا يعترضان على ملف ترشيح من قارات مختلفة لكن ظهور الترشيح المشترك بين اليونان وتركيا والسعودية دفع بإسبانيا والبرتغال الى التفكير في ضم المغرب، أو حتى تعويضه باليونان، علماً أن السعودية تسعى بدورها إلى تقديم ملف ترشيحها بشكل فردي أو بالإشتراك مع دول أخرى عربية أو أوروبية عندما تتضح الرؤية أكثر، ما يجعل كل الإحتمالات واردة، ويُعيد الأمل لحلم راود المغرب منذ تسعينيات القرن الماضي، وكان دائماً يخفق في تحقيقه أمام منافسيه.


الجانب المغربي لم يعلق على مقال صحيفة "اس" الإسبانية، ولا حتى الاتحادين الإسباني والبرتغالي ، لكن الصحافة المغربية أحيت مجدداً حلماً قديماً يتوقف على مصير أوكرانيا، لكنه يبقى وارداً وممكن يتعلق بالمشاركة في التنظيم مع بلدين قريبين من المغرب جغرافيا، ويتعلق باحتضان مباريات مجموعتين على الأقل من أصل 12 مجموعة، تكون فيها حصة الأسد لإسبانيا التي تقترح 13 ملعباً مقابل 3 ملاعب برتغالية، على أن يكون من نصيب المغرب ثلاثة أيضا، مع العلم أن أوكرانيا انضمت للمشروع الأوروبي البرتغالي والإسباني قبل عام فقط، وبالإمكان تعويضها باليونان، أو الإستغناء عنها دون تعويضها بأي بلد أخر، كما جاء في صحيفة "أبولا" البرتغالية.


السعودية من جهتها لم تخفِ نواياها في تنظيم مونديال 2030 سواء بمفردها، أو بالاشتراك مع دول خليجية مثل الإمارات والبحرين، أو حتى دول عربية وأوروبية مثل اليونان ومصر، خاصة بعد فوزها بتنظيم كأس آسيا للأمم 2027، لكن لحد الآن لم يصدر أي بيان أو موقف رسمي يعبر عن ذلك ، خاصة وأن الأمر يقتضي توفير مزيد من المرافق والمنشآت، وتقديم تسهيلات للسياح وزوار المملكة التي تشهد نهضة شاملة في إطار رؤية واستراتيجية طويلة المدى انطلقت في السنوات الأخيرة تشمل تفتحها على استقطاب مشاهير ونجوم الفن والثقافة والرياضة لتجاوز تلك الصورة النمطية التي ترسّخت في أذهان الناس عن السعودية والخليج، خاصة بعد نجاح قطر في تحدّيها الكبير بتنظيم مونديال 2022، والذي سيكون عاملاً مساعداً على تكرار التجربة في بلد عربي.


صحيح أن أوروبا أوفر حظاً لاحتضان مونديال 2030 لأنه لم يسبق وأن أقيمت ثلاث بطولات كأس عالم خارج أوروبا عبر التاريخ، وأميركا الجنوبية وعلى رأسها أوروغواي تريد الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الاتحاد الدولي باحتضانها للبطولة لكن المعادلة تغيرت مع تغير القواعد والمعايير بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، ويبقى كل شيء وارد خاصة وأن التصويت المقرر سنة 2024 سيكون من طرف كل أعضاء الكونغرس الـ 210 وليس فقط أعضاء مجلس الفيفا المتكون من 24 عضواً  كما كان عليه الحال من قبل، مما يجعل من مهمة إقناعهم صعب وسهل في نفس الوقت خاصة وأن السعودية بإمكانها الحصول على الأصوات الآسيوية الـ47، وجزء كبير من أصوات القارة السمراء البالغ عدد أعضائها 54 اتحادا، وهو ما يكفيها للحصول على ثقة الأغلبية في الكونغرس والفوز بتنظيم مونديال 2030 ولو منفردة إذا كان الملف مقبولا من طرف لجنة دراسة الملفات.


مهما يكن فإن بعض البلدان العربية على غرار السعودية والمغرب ومصر صارت جزءاً من معادلة بإمكانها دخول المنافسة منذ دخلتها قطر ونجحت فيها منفردة  بشكل مبهر رغم كل الحملات التي تعرّضت لها لسنوات طويلة كونها بلد عربي ومسلم وخليجي لا يمكنها تنظيم الحدث ..
 

للكاتب أيضاً