هل هي قوة برشلونة أم ضعف الريال ؟
7/03/2023 - حفيظ دراجي
الخط
لا يزال لقاء الذهاب من نصف نهائي كأس الملك بين الريال والبرسا يثير التساؤلات والتعاليق، وردود الفعل المتباينة بعد الفوز المفاجئ للبرسا، والخسارة الأولى للميرينغي على ميدانه هذا الموسم، مما دفع بالبعض الى انتقاد المستوى الفني للمباراة الذي وصف بـالضعيف والباهت والممل، لعبها البرسا بطريقة دفاعية غير معتادة على الطريقة الايطالية، واستحوذ فيها الريال على الكرة دون خطورة على مرمى تيرشتيغن، وذهب البعض الآخر الى حد التأكيد على تراجع مستوى المنتخب الاسباني والأندية الاسبانية وبطولة الليغا التي انحصرت فيها المنافسة بين الريال والبرسا دون غيرها من الأندية التي تعاني نقص الموارد المالية وهجرة جماعية لنجومها وشبابها الى وجهات أوروبية أخرى ، وتفضيل نجوم العالم لدوريات أخرى على غرار ما فعله ميسي ورونالدو ..
رغم الاثارة التي ميزت اللقاء كغيره من المواجهات السابقة عبر التاريخ، إلا أن الكل أجمع على أن المباراة كانت باهتة، بل من أسوأ مواجهات الكلاسيكو منذ بداية الألفية على الأقل، كان البرسا يحلم فيها بالتعادل بعد أيام من خسارته أمام ألميريا في الدوري، وكان الريال يعتقد أنه سيفوز بنتيجة ثقيلة على ميدانه، منتشيا بفوزه الكبير في دوري الأبطال على ليفربول و تتويجه بكأس العالم للأندية في المغرب، لكن المستوى الفني لم يكن في مستوى الريال والبرسا وتطلعات الملايين من العشاق الذين شاهدوا اندفاع وتدافع بين اللاعبين وفرص قليلة جدا للتسجيل، وهدفا وحيدا سجل بنيران صديقة من ناشو ضد مرماه، أما باقي المباراة فقط كانت بين هجوم عقيم ودفاع متكتل رفض اللعب والخروج من منطقته.
الريال استحوذ على الكرة بنسبة فاقت الستين بالمائة من توقيت المباراة على غير العادة، لكنه لم يتمكن من صنع فرص كثيرة للتهديف، ولا حتى دخول منطقة عمليات دفاع البرسا، أو إيصال كرات لبن زيمة وفينيسيوس جونيور الذي دخل في هيستيريا كبيرة بسبب نرفزته التي كلفته بطاقة صفراء ستحرمه من المشاركة في كلاسيكو الدوري نهاية الشهر الجاري الذي قد يكون فاصلا في تحديد مصير اللقب خاصة اذا فاز به البرسا على ميدانه، مما يؤكد تراجع مستوى الفريق منذ أطاح بليفربول بالخمسة في دوري الأبطال، بسبب التعب والإرهاق الذي نال من لاعبيه من كثرة المباريات التي اشتكى منها المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي يلعب على جبهات الدوري والكأس ودوري الأبطال، اضافة الى تنقله الى السعودية للمشاركة في نصف نهائي ونهائي كأس السوبر، ثم المغرب للمشاركة في كأس العالم للأندية.
من جهته البرسا لعب بطريقة دفاعية لم يسبق لها مثيل ، ربما بسبب غياب الثلاثي الأساسي بيدري ليفاندوفسكي وديمبلي، مما فرض على المدرب تشافي التركيز على تدعيم وسط الميداني بثلاثي دفاعي متكون لأول مرة هذا الموسم من فرانك كيسي، فرانكي ديونغ وسيرجيو بوسكيتس الذين تمركزوا في حدود الثلاثين متر من مرماهم ، فضيقوا المساحات على الريال، بل كادوا أن يسجلوا أهدافا أخرى من هجمات معاكسة ، وهي الطريقة غير المعتادة للبرسا في مبارياته ضد الريال أو غيره من الأندية الاسبانية والأوروبية مع كل المدربين الذين تعاقبوا على الفريق، ومع ذلك كان هناك من ثمنوا صلابة المنظومة الدفاعية للبرسا ، واعتبروها نقطة قوة جديدة تحسب للمدرب تشافي يلجأ إليها عند الضرورة رغم كل الانتقادات التي طالته حتى بعد الفوز على الريال.
هذه المعطيات التي قد تبدو مقنعة، تبرر الأداء والمردود، لم تكن كذلك للمتابعين في إسبانيا وخارجها، حيث خلص البعض الى نتيجة تنذر ببداية تراجع الكرة الاسبانية عندما تصل المواجهة الكلاسيكية الى هذا المستوى الضعيف والممل، يضاف اليها تراجع مستويات الأتليتيكو، فالانسيا، فياريال واشبيلية، وبيتيس واتلتيك بلباو محليا وحتى أوروبيا، وهروب الكثير من النجوم العالميين الى دوريات ونوادي أوروبية أخرى أكثر متعة واثارة وندية كما هو عليه الحال في انجلترا وايطاليا وحتى ألمانيا.