أبهى قمة في أحلى عيد وطني

المونديال القطري مضى في غمضة عين

الخط

نبارك للقطريين قيادة وشعباً عيدهم الوطني أعاده الله عليهم بالخير وبمزيد من الإزدهار والإبهار، ونقول لعشاق المستديرة المجنونة إن شهر المونديال القطري مضى في غمضة عين، ومن فرط حلاوته كنا نتمنّى لو كان اليوم موعداً لضربة البداية وليس للمباراة النهائية النارية بين فرنسا والأرجنتين، وبين مبابي وميسي.


حصل ما حصل، والمباراة الـ64 فيها كل ما للإبهة من معنى. طرف فرنسي يريد أن يكون المنتخب الثالث في تاريخ المسابقة الذي يحتفظ باللقب العزيز بعد إيطاليا 1934 و1938 والبرازيل 1958 و1962 وينتزع الكأس للمرة الثالثة بعد 1998 التي بلغ فيها زين الدين زيدان القمة فطالب البعض بأن يكون رئيساً للجمهورية، و2018، وطرف أرجنتيني ذاق طعم هذه الكأس في 1978 بفضل باساريللا وكمبس ثم في 1986 بفضل فلتة من فلتات الزمن ونعني دييغو مارادونا. 
وداخل المباراة الكبيرة مباراة صغيرة: مهاجما باريس سان جرمان ونجماه ليونيل ميسي وكيليان مبابي وجهاً لوجه. يودّع ميسي (35 عاماً ونصف) المسابقة مع الأمل بأن يكحّل مسيرته الخرافية باللقب الوحيد والأهم الذي ينقصها، وهو الذي يخوض التجربة المونديالية للمرة الخامسة والأخيرة (الأولى في 2006). مستواه في قطر بلغ القمة مع تمريرتين حاسمتين إلى زميليه مونتيل وألفاريز هما من الأروع في تاريخ اللعبة وتقنين واضح في المجهود بحكم السن. نشعر فعلاً أن زملاءه يلعبون ليس فقط من أجل الأرجنتين ولكن أيضاً وأيضاً من أجله. وبكل بساطة تقول المعادلة: إذا فعلها ميسي سيضع على رأسه تاج أفضل لاعب في التاريخ، وإلا فهو من الأفضل. 
ومن يواجه ميسي لاعب شاب سيحتفل بعد غد الثلاثاء ببلوغه سن الـ24، أي يصغره ب11ـ عاماً. ومع الإعتزال القريب للعمالقة الثلاثة كريستيانو رونالدو وميسي ونيمار لن يبقى إلا مبابي في الساحة، ولكنه يمنّي النفس في أن يحتضن كأس العالم للمرة الثانية على التوالي قبل أن يعتزل الثلاثة المذكورون. 
في الدور الثاني من مونديال 2018 فازت فرنسا 4-3 مع هدفين لمبابي الذي كان يلعب جناحاً أيمن وبات جناحاً أيسر. عناصر قليلة لا تزال تضمها صفوف المنتخبين، وكان يمكن أن تزيد عند الفرنسيين لولا الغيابات المؤثرة التي ضربت صفوفهم من بن زيمة إلى بوغبا وكانتي ولوكاس هرنانديز وعدم جاهزية كومان وبافار. وعموماً، باتت أوراق كل طرف مكشوفة ولا تخفى على المدربيْن ديشان وسكالوني. التوقّع صعب وإن كان الكثيرون يتمنونها "ميسية".

 

مبروك المركز الرابع


لو سئل أي مغربي أو عربي أو أفريقي قبل أن يبدأ المونديال القطري: ما رأيك بحلول منتخب أسود الأطلس في المركز الرابع؟ والجواب سيكون: هذا أقرب إلى الحلم.
تحقق الحلم، وإن تعمّلق تحديداً قبل الدور نصف النهائي أمام فرنسا ثم عاد إلى الحجم الذي توقّف عنده مع الإعتراف بأن لو كان المغاربة يملكون مهاجماً قادراً على تحويل نصف الفرصة (ولا نقول ربع الفرصة) إلى فرصة كاملة لكان في الإمكان أن نحلم أكثر. كانت الخسارة بهدفين في المربّع الذهبي وبهدف لإثنين أمام كرواتيا على المركز الثالث، ولكن المكسب الحقيقي هو أن ما تحقق يفترض أن يشكّل طريقاً نحو مستقبل باهر وليس ضرباً من ضروب الصدفة. هناك خطان متكاملان وهما تكوين المواهب المحلية ودوام البحث عبر الكشّافين عن المواهب الصغيرة التي ولدت في دول أوروبية أخرى كفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وتحمل جنسية مزدوجة وضمّها إلى منتخب الناشئين دون سن الـ15 أمثال حكيمي ومحمدي ومزراوي وزياش وسايس وبوفال والخنوس و(...).
فعلاً، منتخب المغرب منح المونديال القطري نفساً جمالياً وحماسة طاغية وتأييداً قومياً تشتهيها كل كؤوس العالم.

للكاتب أيضاً