المغرب: خيرها بغيرها

الخط

المرة الوحيدة التي امتلك فيها المغرب الكرة أكثر من خصمه أسفرت عن خسارته صفر-2. حدث هذا أمام فرنسا تحديداً في نصف النهائي (61% مقابل 39%). الإستحواذ أمام كرواتيا 35% (صفر-صفر)، وبلجيكا 33% (2-صفر)، وكندا 41% (2-1)، واسبانيا 23% (صفر-صفر ثم 3-صفر بركلات الترجيح)، والبرتغال 27% (1-صفر).


يفضل لاعبو المدرب وليد الركراكي ترك المباردة الهجوميةللطرف المواجه والإستفادة من الكرات الثابتة وكذلك شن المرتدات الخاطفة باعتبار أنهم يملكون جناحين مميزين هما زياش وبوفال. أما طريقة اللعب فهي 4-3-3 هجومياً و4-5-1 دفاعياً، ولكن الركراكي غيّر الطريقة هذه المرة حيث أشرك 3 في قلب الدفاع وهم داري وسايس واليامق "لتغطية أكبر رقعة دفاعية" على حد قوله (5-4-1). بدورهم، يفضل لاعبو فرنسا ترك الكرة للخصم القوي (ضد الدنمارك 48% وإنكلترا (43%) والإستفادة من سرعة الجناحين المميزين ديمبيليه وامبابي (4-2-3-1).


وتالياً، نَفَس واحد يجمع بين المغاربة والفرنسيينوهو تفضيل عدم الإستحواذ حتىلو تغيرتالصورة التكتيكية. لذا تساءلنا: هل سيطول الإنتظار حتى نشاهد هدفاً؟ وخلافاً للمتوقع، ضرب الظهير الأيسر تيو هرنانديز ضربته باكراً جداً عندما هز شباك الحارس ياسين بونو في الدقيقة الخامسة بحركة أكروباتية فيها الكثير من المرونة في المفاصل والقوة في الإرتقاء والدقة في التسديد، وحُرم أوناحي من فرصة إدراك التعادل بسبب تعملق الحارس هوغو لوريس في الدقيقة 10 عندما حول الكرة من أقصى الزاوية السفلى اليسرى إلى ركنية. بقيت الأفضلية فرنسية، والقائم المغربي الأيمن رد تسديدة جيرو في الدقيقة 17.


وانتهت الأفضلية الفرنسية عندما خرج قلب الدفاع رومان سايس وحل محله لاعب الوسط أملاح في الدقيقة 21. تغيرت الطريقة من 5-4-1 الى 4-5-1. احتكر المغاربة الكرة ولكن هذا لم يمنع الفرنسيين من القيام بمرتدة كادت تثمر هدفاً ثانياً لو لم يهدر جيرو الفرصة في الدقيقة 36. ومرة جديدة تعملق هوغو لوريس وأبعد كرة اليامق من أقصى الزاوية اليمنى إلى ركنية في أواخر الشوط الأول.


وبقيت فرصة المغرب قائمة ولا سيما أن الظهير الأيسر الفرنسي هرنانديز لا يلقى أي معاونة دفاعية من زميله الجناح امبابي. هذا الأخير لا يدافع إلا نادراً تماماً كرأس الحربة جيرو. وهنا تحديداً أقدم المدرب ديشان على التبديل الأهم في المباراة والذي غيّر مجراها عندما أخرج جيرو في الدقيقة 65 وأشرك تورام جناحاً أيسر لمساعدة هرنانديز، أما امبابي فتحول رأس للحربة. ومن هجمة فرنسية أبدع هذا الأخير في مراوغة أكثر من لاعب داخل منطقة الجزاء في مهارة لا يجيدها إلا ميسي ثم مرر كرة "مقشرة" إلى الجناح الأيمن كولو مواني الذي سجل الهدف الثاني في الدقيقة 79 بعد 44 ثانية من حلوله محل ديمبيلي.


سدد المغرب 13 كرة منها 3 مؤطرة، وسددت فرنسا 14 منها 3 مؤطرة أيضاً،والغلبة كانت للفرنسيين لأن صبت الفاعلية في مصلحتهم. لو كان لدى المغاربة من يملك لمعة من لمعات امبابي لصب الفوز في مصلحتهم، ولو لم يكن هوغو لوريس في أحسن حالاته لبلغ الركراكي ورجالاته مباراة القمة بدل أن يواجهوا كرواتيا على المركز الثالث. ولكن "لو" لا تفيد في شىء. منْ ضرب ضرب ومنْ هرب هرب، وخيرها بغيرها. وعلى كلٍ مباراة نهائية كبرى بين منتخبين عملاقين هما الفرنسي والأرجنتيني ومباراة داخل المباراة بين النجمين ميسي وامبابي.
 

للكاتب أيضاً