ميسي لمبابي: عذراً، أنا الأعظم في التاريخ
19/12/2022 - محمد حمادة
الخط
بطولة كأس العالم فيفا - قطر 2022 هي بكل موضوعية الأعظم في التاريخ ومن مختلف زواياها... لم يكن ينقصها سوى أن يكون النهائي بين الأرجنتين وفرنسا عظيماً بدوره، وهذا ما حصل. نهائي في منتهى الإثارة ومتقلّب بدرجة لا تصدّق مع منافسة لم يعرف لها التاريخ مثيلاً بين لاعبين استثنائيين ينشطان في نادٍ واحد هو باريس سان جرمان.
غاب كيليان مبابي عن الصورة طويلاً ولم يشعر به أحد إلى أن ضرب ضربته الأولى في الدقيقة 82 من ركلة جزاء عندما كانت الأرجنتين متقدّمة 2- صفر، وضربته الثانية بعد 97 ثانية بعد تمريرة من كولو مواني (2-2). وعندما كانت الأرجنتين متقدّمة مجدداً 3-2 ضرب المهاجم العملاق الذي يحتفل غداً بعيد ميلاده الـ24 ضربته الثالثة قبل نهاية الشوط الثاني بدقيقة واحدة من ركلة جزاء أيضاً. وهو بالتالي صار اللاعب الثاني الذي يسجّل 3 أهداف في مباراة نهائية بعد الإنكليزي جوف هيرست وتحديداً في شباك ألمانيا الغربية عام 1966، ولكنه أول لاعب يسجّل 4 أهداف في نهائيين (أحرز هدفاً واحداً في شباك كرواتيا في مونديال 2018). وأخيراً، توّج هدافاً للمونديال القطري برصيد 8 أهداف.
وعلى رغم كل ما قدّمه مبابي فإنّ ليونيل ميسي قال له: عذراً، أنا الأعظم في تاريخ اللعبة. سجّل 7 أهداف، وحصل على كأس أفضل لاعب، وأحرز الكأس الأغلى والوحيدة التي كانت تنقص سجّله وهي كأس العالم. وقبل النهائي ارتسم السؤال الكبير: هل يكون ميسي من الأفضل في التاريخ أم الأفضل على الإطلاق؟ وجاء الجواب الذي تمنّاه مئات الملايين، وصار بيليه ومارادونا في المقام الثاني.
مباراة غريبة في مجرياتها. بقيت أرجنتينية على مدى الشوط الأول وتقدّم لاعبو المدرّب سكالوني بهدفين لميسي من ركلة جزاء في الدقيقة 23 (خطأ من ديمبيلي على دي ماريا) ثم لدي ماريا في الدقيقة 36 بتمريرة من ماك أليستر من دون أن تُسدد أي كرة فرنسية على مرمى الحارس مارتينيز. شوط أول من جانب واحد إنعدمت فيه الإثارة كلياً. وفي الشوط الثاني تحسّنت حال الفرنسيين قليلاً مع خروج جيرو وديمبيلي الكسولين وتواجد كومان وتورام، وكان غريباً أن يخرج الجناح دي ماريا في الدقيقة 61 ليحلّ محلّه الظهير أكونيا. وفي الدقيقة 71 كانت التسديدة الفرنسية الأولى في اللقاء من جانب مبابي ولكن فوق العارضة. بعدها حصل ما حصل وتعادل الطرفان 2-2. وفي الدقيقة 108 رفع ميسي النتيجة إلى 3-2 عندما تاربع كرة مرّتدة من الحارس هوغو لوريس، فرض زميله مبابي النتيجة الى 3-3. وبركلات الترجيح أهدر كومان وتشواميني لتفوز الأرجنتين 4-2.
يمكن القول إنّ سكالوني أخطأ بتبديل دي ماريا، وإن ديشان صحح أخطاءه عندما زجّ بلاعبين لا يمتلكون أي خبرة دولية وقد تم ضمهم قبل البطولة قسرياً في يونيو وسبتمبر بسبب إصابة عدد من النجوم الأساسيين.
ومع فوز الأرجنتين بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3، هي التي خسرت أمام السعودية في الجولة الأولى 1-2 على غرار ما حصل لإسبانيا بطلة 2010 عندما خسرت أمام سويسرا صفر-1، وُزعت الجوائز في حضور أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: أفضل هداف مبابي، أفضل لاعب في البطولة ميسي، أفضل لاعب شاب انزو فرنانديز وأفضل حارس مارتينيز.
غنمت الأرجنتين الكثير، هي التي توّجت باللقب للمرة الثالثة، وغنم ميسي بالذات الكثير الكثير حسب ما تمنّى عشاقه جميعهم في كل مكان. وغنمت البطولة أعظم نسخة في تاريخها، وقد حضرها 3 ملايين و404 آلاف و252 متفرّجاً (ثالث أعلى رقم في التاريخ بعد مونديالي 1994 و2014).
شكراً قطر على كل شيء، وإسمك فرض نفسه على كل ملليمتر في أرجاء المعمورة، وشكراً ميسي وأنت الذي لعبت مونديالك الأخير. أما مبابي فستكون أنت الأفضل في العالم عندما يعتزل زميلك الأسطوري.