كأس العالم – اليابان وكوريا الجنوبية 2002 التوقعات خابت.. البرازيل تُوّجت
20/09/2022 - محمد حمادة
البرازيل.. معاناة في التصفيات وتألق في النهائيات
الخط
وأيضاً في كأس العالم الـ17 عام 2002، تكررت عبارة "للمرة الأولى" مرات عدة: احتضنت دولتان الدورة هما اليابان وكوريا الجنوبية، وقارة آسيا أطلت أخيراً برأسها تنظيمياً بدلاً من أوروبا وأميركا الجنوبية، وتأهلت الصين على غير عادة، وحلت تركيا وكوريا الجنوبية ثالثة ورابعة في إنجازين استثنائيين، وخرجت حاملة اللقب، فرنسا، من الدور الأول من دون أن تسجل أي فوز أو أي هدف، وشاركت كل الدول السبع التي سبق أن أحرزت اللقب (الأوروغواي وإيطاليا وألمانيا والبرازيل وإنكلترا والأرجنتين وفرنسا)، وأحرز التركي هاكان شوكور أسرع هدف في تاريخ المسابقة.
وقد انقسم مسؤولو "الفيفا" على أنفسهم، في نهاية مايو 1996، يوم اختيار الدولة المنظمة. هناك من أيّد اليابان، ومنهم رئيس "الفيفا" جواو هافيلانج، وهناك أيضاً من اقترح تنظيماً مشتركاً بين الدولتين الآسيويتين، اللتين لم تجمع بينهما يوماً ما علاقة حميدة. في النهاية، انتصر الاقتراح الأخير، وقد أفرز صعوبات لوجستية لدرجة أن "الفيفا" قرر عدم تكرار هذه التجربة مرة جديدة، أي إقامة الدورة في دولتين (عاد عن هذا القرار مؤخراً، لأن مونديال 2026 ستنظمه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك).
التصفيات: معاناة طرفي القمة
في تصفيات أميركا الجنوبية، تصدرت الأرجنتين بفارق كبير من النقاط (43) أمام الإكوادور (31) والبرازيل (30) وباراغواي (30) والأوروغواي (27) مع 9 أهداف للأرجنتيني هرنان كريسبو، وكذلك للاكوادوري دلغادو، و8 أهداف لكل من البرازيلين ريفالدو وروماريو.
محصلة البرازيل هي الأسوأ في تاريخ التصفيات (9 انتصارات و3 تعادلات و6 هزائم)، وقد اعتمدت بداية على المدرب واندرلي لوكسمبورغو ثم بديله لياو. وفي الجولة 12 تعادلت مع بيرو 1-1، فأُقيل لياو، وعُيّن لويز فيليبي سكولاري مكانه. ومع ذلك استمرت المعاناة، ومع المدرب الجديد خسر المنتخب 3 مباريات (أمام الأوروغواي 0-1 والأرجنتين 1-2 وبوليفيا 1-3) وفاز في 3 (على باراغواي 2-0 وتشيلي 2-0 وفنزويلا 3-0).
أما في أوروبا، فإن ألمانيا عانت بدورها على غير عادة لتتأهل، إذ حلت ثانية في مجموعتها بفارق الأهداف خلف إنكلترا وأمام فنلندا واليونان وألبانيا (فازت ألمانيا خارج أرضها على إنكلترا 1-0 سجله هامان، لكنها خسرت إياباً في ميونيخ 1-5 وسجل لها يانكر، بينما سجل أوين ثلاثية لإنكلترا مع هدف واحد لكل من جيرارد وهيسكي). في الملحق الأوروبي، تخلصت ألمانيا من أوكرانيا 1-1 و4-1، ولذا لم تكن أبداً مرشحة للعب دور رئيسي في النهائيات. كذلك اضطرت تركيا لخوض الملحق الأوروبي حيث تخلصت من النمسا 1-0 و5-0، ثم خالفت كل التوقعات وحلت ثالثة في النهائيات. وفعلاً كانت التصفيات في واد، والنهائيات في واد آخر.
وعليه، عندما بدأت النهائيات، كانت الترشيحات تصب في مصلحة حاملة اللقب، فرنسا، والأرجنتين، ولم يكن أحد يفكر بالبرازيل وألمانيا! وفرنسا بالذات كانت قد أحرزت كأس القارات صيف العام 2001، ونجمها الأول زين الدين زيدان قاد ريال مدريد قبل أن يبدأ مونديال 2002 بأيام قليلة، إلى إحراز دوري أبطال أوروبا، بتسجيله هدفاً خرافياً في المباراة النهائية ضد باير ليفركوزن الألماني.
في التصفيات الآسيوية، حجزت السعودية بطاقتها للمرة الثالثة على التوالي، بعدما تصدرت المجموعة الأولى في الدور الثاني الحاسم أمام والبحرين والعراق وتايلاند، ولها 5 إنتصارات وتعادلان وخسارة واحدة، وسجل لها عبدالله الشيحان 5 وعبيد الدوسري 4 وسامي الجابر 3 وعبدالله الواكد 2 والحسن اليامي وعبدالله الجمعان وابراهيم ماطر، وكانت قد حققت 6 انتصارات في الدور الأول على فييتنام وبنغلادش ومنغوليا. وللمرة الأولى في تاريخ المسابقة، تأهلت الصين بعدما تصدرت المجموعة الثانية أمام الإمارات وأوزبكستان وقطر وعمان. وفي الملحق الآسيوي - الآسيوي، فازت إيران على الإمارات 1-0 (باقري) و3-0 (دائي وباقري وميناوند). وفي الملحق الأوروبي – الآسيوي، فازت جمهورية إيرلندا على إيران 2-0 (هارت وكين)، ثم فازت إيران 1-0 (غولمحمدي).
من إفريقيا، تأهلت تونس للمرة الثالثة (على حساب ساحل العاج والكونغو الديمقراطية ومدغشقر وجمهورية الكونغو)، والكاميرون للمرة الخامسة، ونيجيريا للمرة الثالثة، والسنغال للمرة الأولى، وجنوب افريقيا للمرة الثانية. والمجموعة الثالثة بالذات ضمّت السنغال (15 نقطة، لها 14 هدفاً وعليها 2)، والمغرب (15 نقطة، له 8 أهداف وعليه 3)، ومصر (13 نقطة)، والجزائر (8 نقاط)، وناميبيا (نقطتان). المواجهتان بين السنغال والمغرب أسفرتا عن تعادل 0-0، ثم فوز الأولى 1-0 (عبدو ديوف). وحلت ليبيا أخيرة في مجموعتها الأولى والسودان ثالثاً في مجموعته الثانية.
سُحبت قرعة النهائيات في 31 ديسمبر 2001، وشارك في قيادة المباريات 5 حكام عرب هم الإماراتي علي بوجسيم والكويتي سعد كميل والتونسي مراد الدعمي والمصري جمال الغندور والمغربي محمد القزاز.
غرق السفينة الفرنسية
في مباراة الافتتاح في سيول بتاريخ 31 مايو، والتي قادها علي بوجسيم، ضربت السنغال بقوة بقيادة المدرب الفرنسي (الراحل) برونو ميتسو، واستهلت مشوارها في كأس العالم بفوز صريح على فرنسا 1-0 سجله بوبا ديوب في الدقيقة 30. غاب زيدان عن المباراة بداعي إصابته بعد نصف ساعة من بداية مباراة ودية ضد كوريا الجنوبية أقيمت قبل 5 أيام من الافتتاح، من دون أن يتواجد من يعوضه، على الرغم من وفرة المشاهير ممن أحرزوا اللقب قبل 4 سنوات، أمثال دوسايي وبارتيز وليزارازو وتورام وبوتي وفييرا وتييري هنري (هداف أرسنال والدوري الإنكليزي) ودافيد تريزيغيه (هداف يوفنتوس والدوري الإيطالي)، مع الجدد ويلتورد وماكيليلي وميكو والمدرب روجيه لومير. واختير الحجي ديوف نجماً للمباراة. كذلك فازت الدنمارك على الأوروغواي 2-1 (توماسون 2 – رودريغيز). وفي الجولة الثانية تعادلت الدنمارك والسنغال 1-1 (ساليف دياو – توماسون)، كما تعادلت فرنسا والأوروغواي 0-0، مع طرد تييري هنري لمخاشنته مارسيلو روميرو في الدقيقة 25 واستمرار غياب زيدان. في الجولة الأخيرة عاد زيدان، لكنه لم ينقذ السفينة الفرنسية من الغرق، حيث خسرت امام الدنمارك بهدفين سجلهما روميدال وتوماسون، كما تقدمت السنغال على الأوروغواي 3-0 (خليلو فاديغا وبوبا ديوب 2) في الشوط الأول، قبل أن تعادل هذه الأخيرة في الشوط الثاني (موراليس وفورلان وريكوبا). وحلت الدنمارك والسنغال في المركزين الأولين.
من المجموعة الثانية تأهلت إسبانيا والباراغواي على حساب جنوب إفريقيا وسلوفينيا. في المجموعة الثالثة، حققت البرازيل 3 انتصارات على تركيا 2-1 (رونالدو وريفالدو 2 – حسن شاش)، والصين 4-0 (روبرتو كارلوس وريفالدو ورونالدينيو ورونالدو)، وكوستاريكا 5-2 (رونالدو 2 وإدميلسون وريفالدو وجونيور – وانتشوب وغوميز). ونشير هنا إلى المدرب سكولاري لم يضم المهاجم الشهير روماريو إلى تشكيلته، مع أنه توج هدافاً للدوري البرازيلي 2001 مع فاسكو دا غاما، لكنه كان يملك 3 مهاجمين آخرين من طراز نادر (رونالدو ورونالدينيو وريفالدو). كذلك تأهلت تركيا بعد تعادلها مع كوستاريكا 1-1 وفوزها على الصين 3-0.
من المجموعة الرابعة تأهلت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على حساب البرتغال وبولندا، علماً بأن مباراة الولايات المتحدة والبرتغال بالذات انتهت لمصحلة الأولى 3-2، وقد سجل البرتغالي جورج كوستا الهدف الأميركي الثاني بالخطأ في مرمى فريقه، كما سجل الأميركي آغوس الهدف البرتغالي الثاني بالخطأ في مرمى فريقه، وهذا ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ النهائيات. كما تأهلت ألمانيا وجمهورية إيرلندا على حساب الكاميرون والسعودية من المجموعة الخامسة. وقد خسر "الأخضر" مبارياته أمام ألمانيا 0-8، والكاميرون 0-1، وإيرلندا 0-3. وسُجلت في المجموعة السادسة مفاجأة مدوية، لأن الأرجنتين حلت ثالثة خلف السويد وإنكلترا، حيث فازت على نيجيريا بهدف لباتيستوتا، ثم خسرت امام إنكلترا بهدف لبكهام من ركلة جزاء، وتعادلت مع السويد 1-1 (سفنسون – كريسبو). ومن المجموعة السابعة تأهلت المكسيك وإيطاليا على حساب كرواتيا والإكوادور. وحلت تونس رابعة في المجموعة الثامنة، بعدما خسرت أمام روسيا 0-2، وتعادلت مع بلجيكا 1-1، وخسرت امام اليابان 0-2. وحلت اليابان وبلجيكا أولى وثانية.
لقب خامس
في الدور الثاني، فجّرت كوريا الجنوبية مفاجأة كبيرة بإقصائها إيطاليا 2-1 (سيول كي هيون، وهدف ذهبي من آن جونغ هوان – فييري)، إثر الاحتكام إلى التمديد، بعد انتهاء الوقت الأصلي 1-1. وكانت المباراة شهدت جدلاً تحكيمياً، بعد طرد الحكم الإكوادوري بايرون مورينو النجم الإيطالي فرانشسكو توتي بعد منحه إنذارين، ثانيهما في الدقيقة 103، في لقطة طالب فيها توتي بركلة جزاء. في اليوم التالي، فسخ رئيس نادي بيروجيا الإيطالي عقد هوان، الذي كان يلعب مع فريقه على سبيل الإعارة.
كما فازت ألمانيا على الباراغواي 1-0 (نوفيل)، وإنكلترا على الدنمارك 3-0 (فرديناند وأوين وهيسكي)، والسنغال على السويد 2-1 (كامارا 2 – لارسون)، وإسبانيا على إيرلندا بركلات الترجيح 3-2، بعد تعادلهما 1-1 (موريينتيس – روبي كين)، والولايات المتحدة على المكسيك 2-0 (ماكبرايد ودونوفان)، والبرازيل على بلجيكا 2-0 (ريفالدو ورونالدو)، وتركيا على اليابان 1-0 (دافالا).
في ربع النهائي، فازت البرازيل على إنكلترا 2-1 (ريفالدو ورونالدينيو – أوين)، وألمانيا على الولايات المتحدة 1-0 (بالاك)، وتعادلت كوريا واسبانيا 0-0، ثم فازت الأولى بركلات الترجيح 5-3، وتغلبت تركيا على السنغال 1-0 (إيلهان).
في نصف النهائي، فازت ألمانيا على كوريا 1-0 (بالاك)، والبرازيل على تركيا 1-0 (رونالدو). وحلت تركيا ثالثة على حساب كوريا 3-2 (شوكور بعد 10.8 ثوان، وهو أسرع هدف في تاريخ النهائيات وإيلهان 2 – لي أول يونغ وتشونغ غوغ).
وفي لقاء القمة بتاريخ 30 يونيو في يوكوهاما، كانت البرازيل تسعى إلى لقبها الخامس وألمانيا إلى لقبها الرابع. الكلمة الأخيرة كانت لرونالدو وزملائه، هو الذي أحرز هدف المباراة الأول في الدقيقة 67، عندما تابع كرة سددها ريفالدو وارتدت من الحارس أوليفر كان، ثم في الدقيقة 79 بتمريرة من كليبرسون، فتُوّج هدافاً للدورة برصيد 8 أهداف.
مثّل البرازيل: ماركوس – لوسيو وإدميلسون وروكي جونيور – كافو وجيلبرتو سيلفا وكليبرسون وروبرتو كارلوس – رونالدينيو (جونينيو 85) – ريفالدو ورونالدو (دينيلسون 90). المدرب: سكولاري.
مثّل ألمانيا: كان – لينكه وراميلوف وميتسيلدر – فرينغس وهامان ويريميس (أساموا 77) وبوده (تسيغه 84) – شنايدر – كلوزه (بيرهوف 74) ونوفيل. المدرب: رودي فولر.
أرقام ووقائع
- سُجل 161 هدفاً في 64 مباراة بمعدل 2.52 هدفين في المباراة الواحدة، عن طريق 109 لاعبين، على رأسهم البرازيلي رونالدو (8 أهداف).
- رُفعت البطاقة الصفراء 272 مرة والبطاقة الحمراء 17 مرة.
- اختير الألماني أوليفر كان أفضل لاعب وأفضل حارس، والإنكليزي مايكل أوين أفضل لاعب شاب.
- حضر المباريات مليونان و705 آلاف و198 متفرجاً، بمعدل 42 ألفاً و269 في المباراة الواحدة.