الزلزال في باريس والارتدادات تتجاوز مدريد

جدّد مبابي عقده مع باريس سان جيرمان حتى 2025 خلافاً للتوقعات التي ربطته بالانتقال إلى ريال مدريد

الخط

تجديد عقد كيليان مبابي مع باري سان جيرمان سرق الأضواء من كل أحداث نهاية الموسم الكروي الأوروبي بعد مسلسل طويل دام أشهراً، انتهى بزلزال سيُخلّف ارتدادات كبيرة في باريس ومدريد، وعلى مستوى نوادي ولاعبين ومدربين آخرين سيتحركون بدورهم بعد أن فضّل أحد أفضل لاعبي العالم مواصلة مشواره مع فريقه ورفض العرض المدريدي المغري من كل الجوانب المادية والفنية، في سيناريو لم يكن متوقعاً حسب الكثير من المتابعين منذ رفض مبابي تجديد عقده الموسم الماضي أملاً في الرحيل إلى مدريد، ورفض الفريق الباريسي عرضاً مدريدياً ناهز الـ180 مليون يورو، ما أدى إلى نشوب حرب باردة بين إدارتي البي أس جي والريال انتهت بصدمة كبيرة في الأوساط الجماهيرية والإعلامية المدريدية التي كانت إلى حدّ كبير تأمل في تعويض رحيل رونالدو وميسي عن الليغا، لكنها وقعت مجدداً ضحية مبابي الذي أقحم الريال في مسلسل انتهى بطريقة اختيار مهينة للريال. 


الإعلان جاء في حفل خاص قبيل المباراة الأخيرة لباري سان جيرمان في الدوري الفرنسي أمام ميتز، سجل فيها مبابي هاتريك، بلغ بها 171 هدفاً و87 تمريرة حاسمة في 217 مباراة، نال إثرها لقب أفضل لاعب في الدوري، وتحولت بعدها صافرات الاستهجان في الأوساط الجماهيرية إلى تصفيقات وتشجيعات لنجمها وفريقها وإدارة النادي التي تمكنت في ظرف سنة من استقطاب ميسي والاحتفاظ بمبابي، وصمدت أمام كل الصعوبات التي مرت بها هذا الموسم وتمكنت من تحويل الغضب الجماهيري إلى فرحة رغم خروجه من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وإخفاقه في التتويج بكأس فرنسا وكأس الرابطة، وفرحة أخرى في الأوساط الجماهيرية والإعلامية الفرنسية التي تجاوبت بشكل إيجابي مع بقاء أحد نجوم الكرة العالمية في الدوري الفرنسي لسنوات أخرى رفقة ميسي ونيمار رغم رحيل دي ماريا عن الفريق.


التوقعات تشير إلى أن باري سان جيرمان لن يتوقف عن صناعة الحدث في الأيام القليلة المقبلة بعد رحيل دي ماريا وربما الحارس كيلور نافاس، وذلك من خلال الاستغناء عن المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو وتعويضه بأحد المقربين من مبابي وهو البرتغالي لويس كامبوس، وبعده الاستغناء عن المدرب ماوريسيو بوتشيتينو، وتعويضه بزين الدين زيدان، أو أنطونيو كونتي أحد المقربين من المدير الرياضي المرتقب، أو حتى البلجيكي روبرتو مارتينيز، أو الفرنسي كريستوف غالتييه مدرب نيس حالياً، وهي كلها تغييرات فرضها مبابي في نظر البعض، وفرضتها رغبة في التجديد والبحث عن نفس آخر  يقود نحو التتويج بدوري الأبطال في نظر البعض الآخر لأنه سيكون الهاجس الأكبر لإدارة النادي وعشاقه خلال الفترة المقبلة التي ستشهد تغييرات إدارية أخرى.


في مدريد الصدمة كانت كبيرة بعد انتهاء المطاردة الفاشلة لنجم ليس ككل النجوم، وفريق لم يسبق له وأن فشل في استقدام النجوم الذين يريدهم رغم أمنيات الرئيس فلورنتينو بيريز بالتوفيق لمبابي عندما أبلغه بقرار تجديد عقده مع البي أس جي، وهو الأمر الذي اعتبرته بعض وسائل الإعلام الإسبانية بمثابة فشل ذريع للإدارة لا يمكن تجاوزه إلا بالتتويج السبت المقبل بلقب دوري الأبطال، واعتبره بعض الصحافيين بمثابة خيانة كبرى من اللاعب الذي خدع الريال وفضل الأموال على العراقة، وتلاعب بمشاعر الأنصار بعد أن أسرى لمقربيه بأنه لن يجدد مع البي أس جي، وسيوقع للريال قبل أن يغير رأيه في الـ10 أيام الأخيرة، مما يدفع الإدارة إلى البحث عن بدائل أخرى من جهة هاري كاين، ليفاندوفسكي أو حتى رياض محرز المنتظر أن يغادر السيتي بعد استقدام النرويجي إيرلينغ هالاند.


ما يعتبره الكثير انتصاراً للبي أس جي على الريال، ولناصر الخليفي على فلورنتينو بيريز يثير مخاوف البعض الآخر من أن يتحول باري سان جيرمان إلى "باريس كيليان مبابي"، خاصة إذا استحوذ على صلاحيات ليست من اختصاصه مثلما تشير إليه بعض التسريبات التي تحدثت عن اشتراطه رحيل المدرب ونيمار، والمشاركة في كل القرارات المتعلقة بالاستقدامات المستقبلية، في وقت يعتقد البعض الأخر بأن الأمر مبالغ فيه، ومبابي وقع لثلاثة مواسم، مقابل تسهيل رحيله بعد موسمين مقابل مبلغ تحويل تحدده إدارة النادي الباريسي صيف 2024 خاصة إذا تمكّن قبلها من الحصول على دوري الأبطال.


 

للكاتب أيضاً